المسيح يدعو الناس، ليس لما هم عليه، بل لما يجعلهم هو أن يكونوا، إذا ما كانوا مستعدين لطاعته والسماح لنور المسيح يُشرق في حياتهم، وإظهار القدرة الإلهية فيهم. يأخذ الربّ يسوع ما لدى الناس العاديّين، مثلنا، ويُمكّنا أن ننجز أشياء عظيمة لملكوته. وقد أظهر القدّيس بولس هذه القدرة فيما كتبه: " ولَم يَعتَمِدْ كَلامي وتَبْشيري على أُسلوبِ الإِقناعِ بِالحِكمَة، بل على أَدِلَّةِ الرُّوحِ والقُوَّة" (1قورنتس 2: 4). فقد رأينا، بالفعل، "صوت" رسل الربّ يسوع يذهب "في الأَرضِ كُلِّها، وأَقوالُهم في أَقاصي المَعْمور" (رومة 10: 18). لذلك، فإنّ كلّ من سمع كلمة الله المُعلَنة بقوّة يصبح ممتلئًا هو نفسه بتلك القوّة الظاهرة من خلال تصرّفاته ونضاله من أجل الحقيقة حتّى الموت. فالتلاميذ الأوائل انتقلوا من مهنة الصيد إلى رسالة النفوس بقدرة المسيح ونعمته. وبالتالي فالمبَشرون بالمسيح هم أصحاب رسالة وليس مهنة.