إن اختيار الاثني عشر وتدريبهم كانا أمرين هامين في خدمة يسوع، فقد كان الاثنا عشر هم الذين سيشتركون معه في إعلان النبأ السار وحمل الدعوة بعد صعوده. وكان التلاميذ الأوائل صيادي سمك، لم يكونوا أصحاب مهن، وغير مالكين لثروة ولم يكونوا أصحاب مناصب سلطة أو جاه في المجتمع كما يقول الرسول بولس "اختار الله الجهال لِيُخزِيَ الحُكَماء " (1 قورنتس 1: 27)، اختار أناساً عاديّين جدّاً. لم يكونوا أصحاب مهن، ولم يكن يملكون ثروة ولم يكونوا أصحاب مناصب سلطة أو جاه في المجتمع. لقد تمّ اختيارهم من عامّة الناس، اختار هؤلاء الأفراد، ليس بسبب من كانوا، بل بسبب من سيصبحون عليه تحت توجيهه وتعليمه. ويُعلق القديس ايرونيموس "كان أول المدعوّين لتبعيّة المخلّص صَيَّادَيْن أميّين أرسلهم للكرازة حتى لا يقدر أحد أن ينسب تحوّل المؤمنين، إلى الفصاحة والعلم بل إلى عمل الله". لقد اختار هؤلاء الأفراد، ليس بسبب من كانوا، بل بسبب من يصبحون تحت توجيهاته وسلطته والعمل من خلالهم للملكوت.