في كل مرة يهدد الجماعة أو الشعب كله لا ينسى التأكيد على اهتمامه بالبقية التائبة الراجعة إليه بالرغم من قلة عددهم، هؤلاء الذين يخلصون من العقوبة لا بقبولهم التأديب (السبي) وإنما بتوبتهم عن خطاياهم: "إذا كسرتُ قلبهم الزاني الذي حاد عني، وعيونهم الزانية وراء أصنامهم ومقتوا أنفسهم لأجل الشرور التي فعلوها في كل رجاساتهم" [9]. إنهم أخطأوا كإخوتهم وسقطوا في الزنا وعبادة الاصنام وكل الرجاسات لكنهم قبلوا تأديب الرب بحكمة فانكسر قلبهم بالتوبة وندموا فلم يطيقوا أنفسهم بسبب ما فعلوه، لهذا يعود الرب إليهم ليخلصهم "ويعلمونأني أنا الرب" [10]... أي يهبهم معرفته الإلهية.
حقًا، لا طريق لخلاصنا إلا التوبة التي تمحو كل أخطائنا في استحقاقات الدم الكريم بالروح القدس، لهذا يقول القديس مرقس الناسك: [إنالله لا يديننا لأننا أخطأنا، لكنه يديننا لأننا لم نتب].