رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي [2]. إن كان المرتل يُزكي نفسه، أنه يؤمن بصلاح الله، ويراه صالحًا، لكنه يبقى حذرًا من نفسه، لئلا تزل قدماه عن استقامة القلب ونقاوته، فيتشكك في صلاح الله. "من كان قائمًا فليحذر لئلا يسقط". * تقال الأقدام والخطوات عن الأفكار. هذه استعارة لطيفة، لأنه كما أن الأقدام والخطوات تنزلق في الطريق الشاقة، كذلك الأفكار إذ تتعلق في وقت الشدائد، تنزل إلى ما لا يليق. الأب أنثيموس الأورشليمي * متى تتحرك القدمان إلا عندما لا يكون القلب مستقيمًا... تتحرك القدمان لتسلكا في الضلال، وتزل الخطوات للسقوط، ليس بالكامل وإنما "كادت" أن تسقط. القديس أغسطينوس * فيما يلي حقًا يضع داود خبرته الشخصية حين يقول: "أما أنا فكادت تزل قدماي، كادت تزلق خطواتي، لأني غرت من الخطاة، إذ رأيت سلام الأشرار!" (مز 73: 2-3)، وهو بالتأكيد لا يتحدث عن أقدام جسدية، ولا عن خطوات جسدية، بل عن استقامة القلب التي يقول عنها في مزمور آخر: "لا تأتني رجل الكبرياء، ويد الأشرار لا تزحزحني" (مز 36: 11). لهذا يجب علينا دائمًا أن نسأل الرب، ليرشد خُطى أرواحنا، لئلا تقسط وتنزلق في نوعٍ ما من مستنقع الخطأ! فلا نقوى على الثبات. أيضًا سبب سقوط داود أنه غار من سلام الأشرار (الخطاة). لكننا ينبغي أن نغير في الحُسنى (في الصالحات)، لا بما هو ملآن خزيًا، كما يقول الرسول بولس أيضًا: "حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين" (غل 4: 18) . القديس أمبروسيوس يرى القديس جيروم أن الحديث هنا بخصوص الهراطقة الذين وإن كرروا اسم المسيح، لكن الله لا يسكن في وسطهم، إذ يكرمون الله بشفاههم وقلوبهم بعيدة عنه. إنهم يتآمرون ضد الكنيسة. * لنسرع بالعبور خلال فضيلة الصبر واحتمال الاضطهادات... لكننا إذ ننتهي من هذا العبور نكون قد بلغنا مرامنا، وعندئذ يليق بنا أيضًا أن نكون في يقظةٍ وحذرٍ لئلا خلال الإهمال الزائد في سيرتنا نتعثر: "أما أنا، فكادت تزل قدماي" [ع2]. كأن النبي يقول: يلزمنا ألاَّ نكون أقل حمية في الاحتفاظ بالفضائل عنه عندما كنا نبحث عنها . العلامة أوريجينوس |
|