رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب يُطعم غنمِه «أَنَا أَرْعَى غَنمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ» ( حزقيال 34: 15 ) عندما يُولَد الإنسان ثانيةً، يصير طفلاً في المسيح؛ يحصل على الحياة، ولكنه يحتاج إلى النمو. يحتاج إلى الحياة القوية الممتلئة الفائضة. والأمر يحتاج إلى الغذاء؛ يلزمنا أن نتغذى بخبز الحياة. ولكن العناية الإلهية تستخدم أنواعًا مختلفة من الخبز لتغذيتنا؛ أنواعًا تناسب كل حاجة من حاجاتنا «أَنتَ تُعطيهِم طَعَامَهُم فِي حينهِ» ( مز 145: 15 )، المناسب من الطعام، في الحين المناسب، بحسب حكمته الفائقة. والراعي الصالح عنده أصناف متعدِّدة من الخبز. (1) «أَرعاهَا في مَرعًى جيِّدٍ ... هُنالكَ تَربضُ في مَرَاحٍ حَسَنٍ، وفي مَرعًى دَسمٍ يَرعونَ» ( حز 34: 14 ): نعم أحيانًا يكون هذا هو المرعى المناسب للنفس «فِي مَرَاعٍ خُضـرٍ يُربِضُني»، وهناك نريد أن نبقى دائمًا. فهناك أوقات جميلة نبتعد فيها عن ضجيج البحر المتلاطم الأمواج، ويوردنا الرب «إِلى ميَاهِ الرَّاحة» ( مز 23: 2 )، ويُمتعنا ببركات روحية تُلذذ نفوسنا. وما أحلى أوقات الشـركة المقدسة هذه التي فيها نتأمل في الأمور الإلهية، والرب يرعانا فيها «في مَرعىً دَسِمٍ»! (2) «قد أَطعَمتهُم خُبز الدُّمُوعِ، وسَقيتهُم الدُّمُوعَ بالكَيلِ» ( مز 80: 5 ): هذه طريقة أخرى يستخدمها الله لينقلني من دور الطفولة إلى دور الرجولة، هذه الطريقة هي: خُبز الدُّمُوعِ. الدموع طعام! لا أظن أن المقصود هو الدموع التي نذرفها بسب أحزاننا، بل بسبب أحزان الآخرين؛ دموع العطف هذه هي بمثابة خبز يُنمي نفوسنا. كم من المرات تنال العائلة كلها طعامًا بسبب طفل مريض فيها! فتزول الخشونة من الألفاظ، وتزول الخيلاء من المشـي، وتدخل إلى كل الأعمال رقة غير عادية، وتُصبح المشاعر مُرهفة، والعواطف حساسة سريعة الاستجابة لأحزان الآخرين. (3) «ويُعطِيكُم السَّيدُ خُبزًا فِي الضِّيقِ ومَاءً فِي الشِّدَّةِ» ( إش 30: 20 ): ليس فقط بمشاركة الآخرين في أحزانهم، بل باجتيازنا شخصيًا في الضيقات. ألا نختبر كلنا في حياتنا خبز المشقة ( تث 16: 3 )؟ كثيرًا ما ننتظر خبزًا ليِّنًا، فإذ به في أفواهنا صلبًا وقاسيًا. كثيرًا ما نتعب الليل كله لنحصل على إدام، ولكننا لا نحصل على شيء إلا على خبز المشقة «فَاشتَرِك أَنتَ فِي احتمَالِ المَشقَّاتِ كجنديٍّ صَالحٍ ليسوعَ المسيحِ» ( 2تي 2: 3 )، فالمشقات تخلق منك جنديًا صالحًا. |
|