رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ تعمقت جذور محبة الكنيسة للقديسة مريم، نتطلَّع إليها بكونها أكثر قداسة من كل الخليقة السماوية لكنها في نفس الوقت هي عضو طبيعي في الجنس البشري. فنحن لا نعزلها عن البشرية، مدعين أنها وُلِدَت بغير الخطية الجدية، كما لو كانت ليست من زرع بشر. هذه الحقيقة أعلنتها الثيؤطوكية التالية : "يا لغِنَى الله وحكمته، الرحم الذي تحت الحكم أنجب أولادًا بغير ألم المخاض، صارت ينبوع الخلود، أتت بعمانوئيل بغير زرع بشرٍ، ليُحَطِّم فساد طبيعتنا". هكذا تضع الكنيسة تمييزًا فاصلًا بين حياة القديسة قبل لحظة التجسد (كابنة آدم الوارثة للحكم)، وبعدها (تقدَّست بالكمال للتجسد الإلهي)، ففي ثيؤطوكية أخرى نقول : "الروح القدس ملأك تمامًا، ملأ كل جزءٍ في جسدكِ ونفسكِ، يا مريم والدة الإله!" أعلنت القديسة مريم بنفسها فرحها بالله مخلصها، إذ كانت هي أيضًا محتاجة إلى الخلاص. |
|