يرى العلامة أوريجانوس
أن بني جبعون يمثلون أدنى درجات الإيمان وأقل المتمتعين بالمجد، إذ يعلق على هذا الأصحاح هكذا: ["في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 14: 2). ففي قيامة الأموات تكون الأجساد الممجدة مختلفة فيما بينها، فإنه "ليس كل جسد جسدًا واحدًا، بل للناس جسد واحد، وللبهائم جسد آخر، وللسمك آخر، وللطير آخر وأجسام سموية وأجسام أرضية، لكن مجد السمويات شيء ومجد الأرضيات آخر. مجد الشمس شيء ومجد القمر آخر ومجد النجوم آخر" (1 كو 15: 39-41). كم من تشبيهات أخرى مختلفة قدمت لأظهار وجود اختلاف فيما بين الذين يحصلون على الخلاص! ففي اعتقادي أن هؤلاء الجبعونيين يمثلون الذين ينالون القليل من مجد الخلاص، الأمر الذي لا ينزع اللوم والمذمة عنهم. أنظر كيف حُكم عليهم أن يصيروا محتطبي حطبًا ومستقي ماء للجماعة ولبيت الرب، لأنهم صنعوا خدعة، جاءوا بنعال بالية ومرقعة في أرجلهم وثياب رثة وكان خبز زادهم يابسًا قد صار فتاتًا، جاءوا ليروا يشوع... ولم يطلبوا منهم سوى الخلاص الجسدي].