![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() صلب ملك عاي... "وأحرق يشوع عاي وجعلها تلًا أبديًا، خرابًا إلى هذا اليوم، وملك عاي علقه على الخشبة إلى وقت المساء. وعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوا جثته على الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة وأقاموا عليها رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم" [29]. يعلق العلامة أوريجانوس على هذا التصرف، هكذا: [لقد سبق فقلنا أن ملك عاي يمكن مقارنته بالشيطان، فكيف عُلق هذا الأخير على خشبة؟ إن صلب يسوع كان يحمل جانبين... فقد صُلب ابن الله في الجسد بطريقة منظورة، بينما صُلب الشيطان بطريقة غير منظورة، "إذ جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا (كو 2: 14)... ويعلن الرسول: "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب" (كو 2: 14). إذن، يوجد معنيان لصليب الله، المعنى الأول يذكره بطرس الرسول: "فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا تاركًا لنا مثالًا" (1 بط 2: 21)، والآخر أن الصليب يقدم كأس انتصار المسيح على الشيطان ]. إن كان السيد المسيح قد عُلق على خشبة الصليب ليعلن كمال محبة الله، "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16)، فإنه على الصليب قد سّمر السيد ديننا الأبدي وحطم قوة إبليس نازعًا إيانا من مملكته، فلم يعد له سلطان علينا (كو 2: 14-15). بالصليب قبلنا أن نُصلب مع ربنا يسوع فتُصلب فينا كل شهوة ردية وكل محبة زمنية باطلة، لذا يقول الرسول: "حاشا ليّ أن أفتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم ليّ وأنا للعالم" (غل 6: 14). كأن الصليب يحمل وجهين: وجه الحب الإلهي الذي قدمه الابن الوحيد بقبوله إياه بسرور من أجلنا طاعة لأبيه، مما دفعنا لقبول شركة الصليب معه كإعلان لحبنا له، والوجه الآخر هو تسمير إبليس وأعماله وظلمته وخداعاته فلا يكون لها سلطان علينا! بمعنى آخر عُلق السيد المسيح على الصليب جاذبًا إيانا بحبه، ومسمرًا عدونا الروحي! يقول القديس جيروم: [على الصليب خزي الشيطان وكل جيشه. بالتأكيد صُلب المسيح جسديًا، وإذ به يصلب الشيطان على الصليب]. |
![]() |
|