رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هياج الأمم ضدهم... إذ عبر الشعب نهر الأردن هاج جميع ملوك الأموريين والكنعانيين عليهم جدًا، وبدأ التكتل ضدهم، بل ضد إلههم! هذه معركة ظاهرة تحمل صورة للمعركة الأصيلة التي تقوم بين الله وإبليس، فإن الأخير لا يقدر أن يحتمل النور، ولن يقبل دخول أحد في العضوية في ملكوت الله. فمع كل نجاح روحي يثور العدو ويحارب إن لم يكن علانية فخفية، وإن لم يكن خلال الغرباء فخلال الأقرباء، بل خلال الجسد نفسه وأحيانًا خلال من يحملون اسم الخدام في الكنيسة... لهذا ينصحنا السيد قائلًا إن أعداء الإنسان أهل بيته (مت 10: 36). عبورهم نهر الأردن ليس نهاية الجهاد بل بدايته، وتمتعنا بالمعمودية المقدسة لا يعني بلوغنا كمال النصرة، إنما يعني تمتعنا ببركات إلهية جديدة تثير بالأكثر الشيطان ضدنا. ومع كل غلبة وكل نصرة تزداد الحرب الوحية، وهكذا يرتفع المؤمن من مجد إلى مجد خلال نصرات متوالية، وهجوم الخطية المستمر ضده. إن أول عمل أوضحه الله لشعبه بعد عبور نهر الأردن هو الكشف عن وجود مقاومين وكأن أول خطوة تلزمنا في حياتنا الروحية هو إدراكنا لحقيقة الموقف: وجود عدو خطير يحدق بنا، ليس من لحم ودم، بل كما يقول الرسول: "أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12). هذا العدو لا يتوقف عن مصارعتنا بكل الطرق الظاهرة والخفية، ليلًا ونهارًا حتى يحطم إيماننا ورجاءنا في المسيح يسوع. لكنه يجب علينا ونحن نكتشف خطورة هذا العدو وخداعاته المرة أن ندرك إمكانيات يشوعنا الحق القادر أن يحطم إبليس ويبدد حيله ويسحب سلطانه علينا. لهذا يصرخ القديس أغسطينوس قائلًا: [هوذا المجرب يأتيني كجيش قوي لكنه لا يقدر أن يغلبني، لأنك كسرت مهابته وأعطيتني شجاعة أمامه]. أما الأسلحة الروحية التي صارت لنا في المسيح يسوع فتبدأ بالختان الثاني، أو الختان الروحي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الألبيون والحرب ضدهم |
لا يقف الأمر عند هياج الشياطين ضده |
هياج الشعب على الملاكين |
ورسمنا هياج البحر ! |
هداد ملك أدوم | هدد ابن بداد |