رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحجارة التذكارية... "وكان لما انتهى جميع الشعب من عبور الأردن أن الرب كلم الشعب، قائلًا: انتخبوا من الشعب إثني عشر رجلًا، رجلًا واحدًا من كل سبط وأمرهم قائلًا: احملوا هنا من وسط الأردن من موقف أرجل الكهنة راسخة إثني عش حجرًا وعبروها معكم وضعوها في المبيت الذي تبيتوا فيه الليلة" [1-3]. لقد أمر الله يشوع أن ينتخب من الشعب 12 رجلًا، هؤلاء الذين بحق إذ يحملون إثني عشر حجرًا من قاع الأردن من موقف الكهنة إنما يعلنون قيام الكنيسة بكونها جسد المسيح الخفي، الذي تمتع بوجوده خلال مياه المعمودية. وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن رقم 12 يشير إلى الكنيسة المقدسة هذه التي تجتمع من الأربع جهات المسكونة (مر 13: 27) خلال المعمودية باسم الثالوث المقدس (3 × 4) ]، أو يمكننا القول أن الثالوث القدوس يملك على البشرية في المشارق والمغارب والشمال والجنوب، فيكون رقم 12 إنما يشير إلى ملكوت الله على البشرية كلها، أي إلى الكنيسة التي تضم أعضاءً من كل الأمم والشعوب. أُعلنت هذه الكنيسة خلال هذا الرقم في العهد القديم حيث كان عدد الأسباط الممثلين لشعب الله أو ملكوته على الأرض في ذلك الوقت إثني عشر (تك 35: 12)، وفي العهد الجديد اختار السيد إثني عشر تلميذًا يدينون الاثني عشر سبطًا (مت 19: 28)، حتى أورشليم السماوية التي في جوهرها تعني ملكوت الله فينا إلى الأبد، أو كما يلقبها معلمنا يوحنا "مسكن الله مع الناس" (رؤ 21: 3). لها إثنا عشر بابًا (رؤ 21: 12)، ثلاثة أبواب في كل اتجاه. وفي إيليم وجد الشعب إثني عشر عين ماء (خر 15: 27)، إشارة إلى الكنيسة التي صار لها الروح القدس (عين الماء) سرّ حياتها وتعزيتها وسط برية هذا العالم، وإذ أقام موسى مذبحًا للرب أقام إثني عشر عمودًا (خر 24: 4). كشفًا عن أن الكنيسة إنما هي أعمدة حيَّة في هيكل الرب السماوي ومذبحًا روحيًا عليه وفيه تقدم ذبيحة الصليب الفريدة الأبدية. وبنفس الفكر أقام إيليا النبي مذبحًا من إثني عشر حجرًا عند تقديم الذبيحة (1 مل 18: 31). وفي الطقس اليهودي يضع رئيس الكهنة إثني عشر حجرًا كريمًا على الصدرية التي يلبسها عندما يقف في حضرة الله، وكأنه بيسوع المسيح رئيس الكهنة السماوي الحامل كنيسته في قلبه وعلى كتفيه، ويقدمها لدى الآب على الدوام. ويرى القديس إيريناؤس[أن ملابس الكهنة في العهد القديم كانت تحمل إثني عشر جرسًا (خر 28: 2)]، نحن نعلم أن الثوب يُشير إلى الجسد، وكأن كاهننا يسوع المسيح إنما يرتدي كنيسته كثوب أبيض بلا دنس يُضيء كالنور (مت 17: 2)، تتحرك معه أينما تحرك لتعطي أصوات أجراس الفرح والتهليل لقديسيه والإنذار للمهملين خلاصهم! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من يقدم خيرًا يحصد خيرًا |
مريم: يا بني لقد عرفت ما هو سر الألـم وشاركت إبني فـى تحـمله |
أن ملابس الكهنة في العهد القديم كانت تحمل إثني عشر جرسًا |
ثقتنا راسخة |
يا مريم الممتلئة نعمة إعتني بأبنائك الكهنة |