رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قانونيته: تشكك البعض في قانونية هذا السفر وحججهم في ذلك: أولًا: الحجة الرئيسية أن تكرر اسم الملك الوثني بكثرة مع عدم ذكر اسم الله نهائيًا (فيما عدا تتمة أستير التي سنتحدث عنها)، كما لم ترد فيه صلاة أو تطبيق شريعة اليهود. ويُرد على ذلك أن هذا السفر لا يمكن أن يكون كاتبه غير مؤمن بالله، وأن من يقرأه يزداد إيمانًا به. فإن كان لم يذكر اسم الله لكنه قدم صورة رائعة عن رعاية الله بشعبه حتى وهم في أرض السبي يرفضون العودة إلى أورشليم. يعلل البعض عدم ذكر الله هنا علامة إنحجاب وجهه عنهم (تث 31: 8) بسبب رفضهم العودة مع زربابل، مفضلين الاهتمام بمصالحهم الخاصة وتجارتهم عن أورشليم والهيكل. يقول إدوارد يانج: [شعب الله في يده، وإذ كانوا هم بعيدين عن وطنهم وليسوا في أرض الموعد لهذا لم يشر إلى اسم الله]. ويعلل البعض عدم ذكر اسم الله أن القصة استخرجت من مستندات القصر الفارسي(2: 3). ثانيًا: يعترض البعض على تاريخية القصة، متطلعين لها كقصة رمزية، وحجتهم في هذا أن الملك زركسيس لم يُذكر عنه أنه تزوج بملكة غير أمستريس Amestris، التي أشار إليها هيرودت Herodotus كملكة عام 479 ق.م(3) أي في السنة السابعة لملكه. ويُرد على ذلك أن عدم ذكر التاريخ لإقامة ملكة أخرى لا ينفي وجودها، خاصة وأن وَشْتِي الملكة تركت الملك في السنة الثالثة لملكه (1: 3) قبيل ذهابه للحرب مع اليونان وملكت أستير بعد عودته في السنة السابعة (2: 16) وبقيت ملكة حتى السنة الثانية عشر من ملكه (3: 7، 5: 3)، فإن كان زركسيس بقى ملكًا 20 عامًا فلا نعلم ماذا كان الموقف في السنوات الثمانية الأخيرة لملكه، فلعله قد ماتت أستير وعادت وَشْتِي إلى الملك. هذا ويرى كثير من الدارسين أن كلمة "وَشْتِي" ليس اسم الملكة وإنما كان لقبًا خاصًا بها بسبب جمالها الفائق وتعلق الملك بها... فلعله كانت هي بعينها أمستريس، دعاها الملك بلقب وَشْتِي. وإذ سبقت الملكة أستير وغالبًا ما عادت مرة أخرى بعد أن حقق الرب رسالة أستير بإنقاذ شعبها، لهذا ذكرها المؤرخون كملكة وزوجة زركسيس. أما ذكرها كملكة في السنة السابعة لملكه، فلأنه حتى بداية السنة السابعة لم تكن أستير قد أُختيرت، فتبقى وَشْتِي أو أمستريس ملكة في عيني المؤرخين حتى وإن كان الملك لم يُقابلها بعد رفضها الدعوة في السنة الثالثة لملكه، إذ لم تُطرد من القصر حتى تم اختيار أستير. ثالثًا: يعترض البعض على السفر لوجود بعض مبالغات مثل عدم معرفة الملك لجنس أستير، إصدار أمر الإبادة على أن يتحقق بعد 11 شهرًا، المبلغ الذي عرضه هامان (عشرة آلاف وزنة من الفضة)... ويرد على ذلك أن الكثير من الحقائق إن عرضت تبدو للبعض بأنه مبالغ فيها. فمن جهة جنس أستير فإن الملك اهتم بجملها ولم يسأل عن جنسها ربما لأنها ولدت في السبي تتحدث بالغة السائدة هناك بطلاقة ولم تظهر ملامحة أنها يهودية خاصة إن كان الملك يلتقي بها وهو مخمور. أما تحقيق الإبادة بعد 11 شهرًا، فلأن المملكة متسعة جدًا ووسائل الانتقال غير سريعة وقد أراد هامان أن يمعن في الانتقام فتكون شاملة في كل المملكة في يوم واحد، كما جاء ذلك بعد سؤال العرافين ليحددوا له اليوم المناسب لتحقيق خطته فلا تفشل (3: 7). أما بالنسبة للمبلغ الذي يدفعه هامان فهو يمثل حوالي ثلثي إيراد المملكة الفارسية في عام، وكان هامان يأمل أن يغتصب ممتلكات اليهود ويجمع ثروتهم فيغتني جدًا ويقدم هذا المبلغ للإمبراطور ليعوضه عن خسائره في حربه ضد اليونان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أستير في الكتاب المقدس |
قانونية سفر يشوع بن سيراخ في الكتاب المقدس |
غرض سفر أستير في الكتاب المقدس |
دلائل على قانونية سفر أستير في الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس - سفر أستير |