رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف يوصي بعظامه: إن كان يوسف في محبته لإخوته عزاهم وطيب خاطرهم بقوله: "لا تخافوا، أنا أعولكم وأولادكم" [21]، فقد كشف لهم في وصيته الوداعية أن الله وحده هو الذي يعولهم ويهتم بهم أما هو فيموت، إذ يقول: "أنا أموت، ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الأرض إلى الأرض التي حلف لإبراهيم وإسحق ويعقوب" [24]، الأمر الذي تحقق على يديّ موسى ويشوع. لقد عاش بإيمان آبائه متأكدًا أن شعبه لا بُد أن ينطلق إلى أرض كنعان، لذلك استحلفهم قائلًا: "الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا" [35]، إشارة إلى رغبته في مشاركة شعبه الخروج من أرض العبودية ولو خلال عظامه. أخيرًا انتهى سفر التكوين بموت يوسف وتحنيطه ووضعه في تابوت في مصر... وكما سبق وقلنا أن هذا السفر بدأ بالخلقة أي خروج الحياة من العدم بعمل الله، وانتهى بدخول الإنسان في الأكفان في أرض مصر حيث التحنيط والأهرامات الضخمة والفنون والحضارة الأمور التي لم تستطع أن تخلصه من الموت وذلك بسبب فساده الداخلي. إن كان الله قد سمح أن يبدأ في تكوين شعبه المختار كخميرة -وسط الشعوب الوثنية- في ذلك الوقت، على أرض مصر .. هذا الشعب العبراني الذي يمثل كنيسة العهد القديم .. وفيه عاش البطاركة العظام الأوائل: إبراهيم وإسحق ويعقوب .. فإنه إشارة روحية لتكون أرض مصر وبطاركتها ؛ هي مقر وقيادة كنيسة العهد الجديد .. التي حفظت الإيمان على مر العصور وقدمت آلاف الشهداء ، وما زالت إلى اليوم ترعى الإيمان المستقيم ولا تحيد عنه .. شكرا لألهنا ومسيحنا .. على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وله كل المجد إلى الأبد آمين. |
|