صباح على رأس الجبل
وكُن مستعداً للصباح. واصعد في الصباح إلى جبل سيناء
وقف عندي هناك على رأس الجبل
( خر 34: 2 )
نعم سأصعد حسب أمرك يا سيدي، فهذا ما أرنو إليه. لقد عطشت إليك نفسي، تشتاق إليك روحي في أرض يابسة وبلا ماء. فلا راحة لي ولا شبع ولا ارتواء إلا في حضرتك، فحاجتي دوماً إليك، وثغرك البسَّام يشفي ضعف إيماني. فيك لي كل القوة والشبع والفرح والارتواء. ولي فيك كل العزاء. أمامك شبع سرور وفي يمينك نعم إلى الأبد. كل ينابيعي هي فيك، نعم كل الآبار تنضب وأنت ينبوع الحياة. لا تسمح أن شيئاً في هذا الوادي المُظلم يعوقني عن الصعود إلى المرتفعات المقدسة، إلى جبل الشركة معك.
ساعدني على التسلق بسرعة واحفظ قدميَّ من الزلل. فأنت الذي تجعل قدميَّ كالأيائل وتمشيني على مرتفعاتي. مُرني أن آتي إليك. اصعد بي كما أخذت بطرس ويعقوب ويوحنا قديماً وصعدت بهم إلى جبل عالِ منفردين وأريتهم لمحة من مجدك فآثروا الوجود في حضرتك، وقال بطرس "جيد يا رب أن نكون ها هنا".
احفظني من أن تُمسك عيناي عن رؤيتك، أو أن أتثقل بالنوم فلا أرى مجدك. خُذ عني الثعالب الصغيرة المُفسدة للكروم، من السهوات والخطايا المُستترة إبرئني. فمَنْ يصعد إلى جبل قدسك إلا الطاهر اليدين والنقي القلب. وعبدك داود يقول "أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك".
ما أحلى التأمل في شخصك، ما أجملك وما أجودك. أنت الأبرع جمالاً من بني البشر، طلعتك بهية كلبنان، فتى كالأرز، حلقك حلاوة وكُلك مشتهيات.
ما أحلى الحديث معك، فلقد انسكبت النعمة على شفتيك. ما أحلى الجلوس عند قدميك، تحت ظلك اشتهيت أن أجلس، وثمرتك حلوة لحلقي. متّعني بثمارك الحلوة، بمحبتك، بنعمتك، بعطفك وحنانك، بلطفك، بحلمك ووداعتك.
دعني أتعلم منك، أن أكتسب من صفاتك، أن أتغير إلى صورتك. ما أحوجني إلى الحديث معك وإليك، أن أطرح كل همومي عند قدميك، أن أرتجي خلاص وجهك. أرشدني إلى الطريق المستقيم، فأنت الذي قلت "مَنْ يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة". أنِر لي السبيل، فأنت نوري وخلاصي وبنورك أرى نوراً.