قيل عن سجين أُطلق سراحه بعد سجنه زمانًا طويلًا ظلمًا، وفي الطريق وحوله عائلته وأصدقاؤه مبتهجين ومتهللين، وقف فجأة أمام تاجر حَمَامٍ ليشترى كل ما لديه من حَمَام، ثم فتح باب القفص، وترك الحَمَام يطير. سُئل عن سبب تصرفه هذا، فقال: "إن الذي ذاق مرارة الحبس لا يطيق أن يري كائنًا في حبس!"
معروف أن الطيور والحيوانات تموت في زمن مبكر جدًا (حوالي نصف عمرها) متى كانت حبيسة، ولو في أقفاص ذهبية، ومهما قُدِّم لها من طعام, هكذا كل كائن، خاصة الإنسان، يدرك ما هو مفهوم الحرية. وقد تولي الله نفسه هذا العمل، لا ليطلق المأسورين ويحل رباطهم فيمارسون بشريتهم التي قتلها الذل حتى ليَحسِبوا تحررهم خروجًا من القبر، وخلاصًا من فساد طبيعتهم المتمردة، وإنما ليهبهم أيضًا ذاته "قوة وجبروتًا".