رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أذهب وأراه" وكأنه يعلن ما قاله المرتل: "من لي في السماء، معك لا أريد شيئًا على الأرض" (مز 73: 25). وللعلامة أوريجانوس تعليق طويل على هذا النص تقتطف القليل منه مع تعليق من جانبنا: أولًا: يعلق على عبارة "فصعدوا من مصر وجاءوا إلى كنعان" [25]، موضحًا أن الكتاب لا يذكر النزول إلى أماكن مقدسة بل الصعود إليها والعكس أيضًا. فإن كانت مصر قد تباركت بوجود يوسف فيها فصارت مصدر شبع، لكنها في العهد القديم كانت رمزًا للعالم أو لمحبته، لذلك يقال: "صعدوا من مصر"، فمن يرتفع عن العالم نحو كنعان السماوية. ويمكننا القول بأن مصر قد صارت بركة لا بحلول يوسف فيها بل بمجيء السيد المسيح نفسه مع أمه والقديس يوسف إليها. ثانيًا: يرى العلامة أوريجانوس أن كلمة "عاشت" في العبارة "عاشت روح يعقوب أبيهم، فقال إسرائيل: كفى يوسف ابني حيّ" جاءت في اللاتينية بمعنى "أضاءت أو استنارت". وكأن يعقوب بعيدًا عن يوسف كان كسراج ينطفئ استنار بالحياة إذ قيل "الحياة كانت نور الناس" (يو 1: 4). يمكننا أن نقول بأن نفوسنا كيعقوب متى ابتعدت عن يوسف الحقيقي انطفأ الروح فيها (1 تس 5: 19)، ومتى تعرفنا عليه أنه حيّ، أي قائم من الأموات تستنير نفوسنا في داخلنا ببهجة قيامته العاملة فينا. إن كان يعقوب قد أشتاق أن يختم حياته برؤيته يوسف حيًا، إنما يمثل البشرية التي اشتاقت أن تتمتع برؤية السيد المسيح القائم من الأموات حتى ترقد على رجاء. ثالثًا: يقول العلامة أوريجانوس أن إسرائيل دهش إذ سمع أن يوسف "متسلط على كل أرض مصر"، أي غالب كل خطية من شهوات وزنا ودنس . ليتنا نتحد بيوسفنا الحقيقي فنحمل فيه كل غلبة، ونكون بالحق متسلطين على مدينة أو اثنين أو ثلاثة بل على كل جسدنا (مصرنا الرمزية)، به نضبط الفكر وبه نحيا مقدسين في الحواس والعواطف وبه نسلك بوقار! |
|