رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لو لم يقصر الله تلك الأيام يمكننا أن نتخيل مقدار الهم والشدة التي يعانيها الإنسان حينما يُحبس في مكان، لا يكفي لتمديد جسده. هكذا تُضَيِّق الشدائد على الإنسان، فيحزن القلب، وتتوجع النفس. قد يحتمل الإنسان الضيقة لفترة ما من الزمن، ولكن كلما امتد زمان الضيق، كلما ضعف احتمال الإنسان، وخارت قواه. ولكن شكرًا لله، الذي وعد بتقصير زمان الضيقة لأجل المختارين، كقول الكتاب: "وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ، قَصَّرَ الأَيَّامَ" (مر 13: 20). لقد وعد الله بتقصير أيام الشدة، وبالطبع وعده أكيد، لأنه هو المنزه عن الكذب، كقوله: "عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (تي 1: 2). إن الله يهتم بالمختارين، ولا يتخلى عنهم، وهو يتحنن لأجلهم. لقد تحنن الله على لوط، ولم يتركه ليهلك، عندما أحرق مدينتي سدوم عمورة، وأكثر من هذا كان الله مستعدًا، أن ينقذ أصهاره، إذا وافقوا على الخروج معه من المدينة، كقوله: "وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: مَنْ لَكَ أَيْضًا ههُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ" (تك 19: 12). إن كنت يا أخي تحيا حياة التوبة باستمرار، وتترك عنك خطيئتك متى أخطأت، وتصلح آثار ما تقترفه من خطايا دون تردد، وترجع لله بقلب طاهر على الدوام، فأنت إذًا من المختارين، الذين سيقصر الله أيام الضيقة لأجلهم، كقوله: "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ" (إش 63: 9). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإنسان الروحي لا يقصر في صلاته، وفي صومه |
اطمئن لن يقصر |
هل يقصر مرض السكري من عمر القطة |
احذرى الاكتئاب يقصر عمر |
عد من 1 الى خمسة واختار عضو يقشر بصل |