رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حرارة الإيمان "كانت الليلة هادئة جدًا ومليئة بالصلوات. في الواقع، يجب أن أعترف فقد حاولت الصلاة باللغة العربية لأنني شعرت بطريقة ما أنها قد تكون مسموعة أكثر من لغتي. ولكنني لم أتمكن حتى من تلاوة الصلاة الربانية، فبعض الكلمات العربية التي ظننت أنني أعرفها اختفت تمامًا من ذهني. وعوضًا عن ذلك بدأت في تكرار ترتيلة: "كيريا ليسون يا رب ارحم، كيريا ليسون يا رب ارحم" والتي معناها يا رب ارحم. بدا الناس من حولي غير مكترثين تمامًا بما حولهم، لكنني سمعت أناشيد قبطية، قراءة من القرآن، وصلوات بعدة لغات مختلفة (اليونانية والعربية وما إلى ذلك)". [33] إن الله يقترب من البشر بإعلانه عن ذاته، لعلهم يتوبون من خلال معرفتهم له، كقوله: "... تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت 3: 2). وقد اقترب ملكوت السماوات مرة أخرى بعمل نعمته في الناس من خلال تجلي العذراء في 2 أبريل عام 1968م في الزيتون. ودليل ذلك اتجاه الناس إلى الصلاة كما وصفت السيدةPEARL ZAKI. لقد تحول المشهد في الزيتون إلى مشهد سماوي يُشبه إلى حد ما المنظر السماوي، الذي رآه القديس يوحنا الرائي، وقال عنه: "بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ. وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ:"الْخَلاَصُ لإِلهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ" (رؤ 7: 9، 10). القارئ العزيز... بعد أن استعرضنا الكثير من التأملات الروحية عن بركات هذا التجلي العظيم.. نختتم صفحات هذا الكتاب بهذه الصورة الرائعة عن الحالة الروحية والإيمانية النامية للناس في ذلك الوقت، والتي كانت ثمرة لهذا التجلي الفريد من نوعه، والذي أيضًا ترك أثرًا ممتدًا في نفوس الكثيرين حتى الآن. لقد كان هذا التجلي هو تحقيق لوعد الرب بمباركته لشعبه كقول الرسول: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" (أف1: 3). إن سبب ظهور العذراء أم النور الملكة والدة الإله في 2 أبريل في الزيتون هو خلاص كل أحد. لقد كرز الأنبياء في القديم لأجل خلاص الناس، كقول الكتاب: "الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ" (1بط 1: 10). وهكذا يمكننا ان نقول بملء الثقة أن العذراء أم النور جاءت من أجل خلاص الناس. |
|