منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 12 - 2022, 06:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,772



نسل عيسو




نسل عيسو



إذ مات إسحق ودفنه عيسو ويعقوب ابناه قدم لنا الكتاب المقدس قوائم بنسل عيسو والأمراء الخارجين منه، ونسل سعير وملوك آدوم... وقد جاءت القوائم مختصرة حتى يمكن للمؤمن أن يتفهم الأحداث الواردة بعد ذلك عبر العصور بمعرفته لأصل كل شعب أو أمة. هذا وقد دخلت الشعوب في الإيمان عندما جحد إسرائيل القديم مسيحه.

1. نساء عيسو:

سبق أن ذكرت أسماء نساء عيسو في (تك 26: 34، 35؛ 28: 9)، أما سبب الاختلاف بين القائمة الواردة هنا وما ورد قبل ذلك فهو حمل بعضهن أكثر من أسم، وهذه عادة كانت سائدة بين الرجال والنساء كدعوة عيسو أدوم، وساري سارة إلخ...
يُلَاحَظ هنا:
أولًا: أهوليبامة بنت صبعون الحوي غالبًا هي يهوديت، والدها عني الحوّي وهو بعينه بيري الحثي، ذلك لأن والد حوي وأمه حثية، خاصة وأن الحويين والحثيين من القبائل المتناسلة من كنعان (10: 15، 17) وكانوا يصاهرون بعضهم بعضًا.
ثانيًا: عدا أو عادة بنت إيلون الحثي هي بسمة (26: 34).
ثالثًا: بسمة بنت إسماعيل أخت نبايوت كانت تدعى محلة (28: 9)
2. مواليد عيسو في كنعان:

قٌدِّمَ لنا قائمة بالأولاد الذين أنجبتهم نساء عيسو حين كان لا يزال في مع أبيه إسحق في كنعان، وهم:
أولًا: ابن عدا: أليفاز (إلهي قوة).
ثانيًا: ابن بسمة: رعوئيل (رعاية الله).
ثالثًا: أبناء أهوليبامة: يعوش (يهوه يسرع)، يعلام (يهوه يعلم)، قورح (نبات القرع).
3. ارتحال عيسو إلى سعير:

إذ اغتنى يعقوب وعيسو جدً لم تعد أرض كنعان تَسَعْهُمَا، فسكن يعقوب بعد موت أبيه في أرض كنعان ليرث هو ونسله ما وعده به الرب، أما عيسو فارتحل إلى بلاد سعير، كانت تمتد من البحر الميت إلى خليج العقبة وهي تضم سلسلة من الجبال بها مناطق وعرة كما بها مناطق زراعية.
يرى البعض أن اسم سعير ينسب لعيسو نفسه بكونه مملوءًا شعرًا، ويرى آخرون أنه نسبة إلى وجود أشجار كثيرة فتشبه الأرض الجسد المشعر، وآخرون يرون انه نسبة إلى سعير أحد أمراء الحوريين [20]، الذي صاهره عيسو بزواجه أهوليبامة ابنة صبعون وقد ارتحل عيسو وامتلك الأراضي هناك.
4. مواليد عيسو في سعير:

قدم لنا الكتاب المقدس قائمة بأبناء عيسو وأحفاده الذين صاروا له في جبل سعير، بعد رحيله من كنعان...

وإن كانت القائمة قد ضمت بعضًا ممن ولدوا في كنعان.
5. أمراء بني عيسو:

يقصد بالأمراء هنا رؤساء قبائل، وقد جاءت الكلمة العبرية بمعنى "ألف" أي رؤساء ألوف، وكان دورهم أقرب إلى شيوخ القبائل.
6. بنو سعير:

يذكر هنا أولاد سعير الحوري السبعة وأحفادهم.
7. أمراء سعير:

دعي أبناء سعير السبعة أمراء باعتبارهم رؤساء قبائل.
8. ملوك أدوم:

يذكر هنا ملوك أدوم، وكان هؤلاء الملوك أشبه بالقضاة في إسرائيل، فلم يكن يُورث وسلطانه أشبه برئيس قبيلة.
سبق لنا في مقدمة السفر أن علقنا على العبارة "قبلما مَلَك مُلِك لبني إسرائيل" [31]، ورأينا أنها لا تعني بأنها كُتبت في عصر ملوك إسرائيل، إنما كتبها موسى النبي الذي كان يعلم أنه سيملك ملوك على إسرائيل في عصور مقبلة كوعد الله لآبائه مثل قول الرب ليعقوب: "وملوك سيخرجون من صلبك" (35: 11).
9. قائمة أخرى بأمراء عيسو:

يرى البعض أن بعض هؤلاء الأمراء تولوا الإمارة بالقوة لا الوراثة.








معاملات الله مع يوسف

في لقائنا مع آبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب نشعر بآباء شيوخ ارتسمت في حياتهم معاملات الله بغنى لتخرج من صلبهم كنيسة العهد القديم كخميرة كان يجب أن تخمر العجين كله، والآن إذ نلتقي بيوسف يرتسم في ذهننا شخص ربنا يسوع، إذ جاء كرمز له في جوانب كثيرة:








يوسف الابن والعبد

إن كان الكتاب المقدس قد أبرز حياة إبراهيم أب الآباء بكونه قد نال الوعد: "يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (22: 18)، إذ جاء السيد المسيح مخلص العالم ومشتهى الأمم من نسله، وهكذا بالنسبة لإسحق ويعقوب، ربما توقع البعض أن يعرض حياة يهوذا الذي من نسله يأتي السيد، لكننا نجده يتحدث عن يوسف في شيء من الإفاضة فقد حملت حياته صورة رمزية حيَّة عن شخص المسيّا وسماته وعمله الخلاصي وأمجاده حتى أستحق أن ينعم بنصيب ضعفين إذ صار دون إخوته سبطين هما أفرايم ومنسى، هذا وتعتبر حياة يوسف حلقة الوصل بين عصر الآباء ونشأة اليهود كشعب أو أمة، إذ فتح يوسف الطريق لأبيه وأخوته أن يعيشوا في مصر.
في الأصحاح الذي بين أيدينا نرى يوسف رمز السيد المسيح بكونه الابن المحب والعبد المحب لأخوته، يقدم حياته فدية عنهم:
1. يوسف في بيت أبيه:

"وسكن يعقوب في أرض غربة أبيه في أرض كنعان. هذه مواليد يعقوب: يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع أخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي أبيه، وأتى يوسف بنميمتهم الرديئة إلى أبيهم، وأما إسرائيل فأحب يوسف أكثر من سائر بنيه، لأنه ابن شيخوخته" [1-3].
سكن يعقوب كنعان كأرض غربة كأبيه إسحق حتى يتسلمها أحفاده فيما بعد كأرض موعد يعيشون فيها لا كغرباء في خيام وإنما كمواطنين يبنون المدن والمنازل... وكأن يعقوب يمثل النفس المصارعة روحيًا لحساب الملكوت تعيش بالإيمان في كنعان السماوية حتى ترثها فيما بعد وتستوطن هناك إلى الأبد.
لم يجد الوحي الإلهي ما يسجله عن مواليد يعقوب أي نسله أعظم من الحديث عن الشاب يوسف الذي كان يبلغ السابعة عشر عامًا، كغلام يساعد أولاد الجاريتين بلهة وزلفة. إنه عظيم في عيني الله ومحبوب لدى أبيه، وإن عمل غلامًا لدى أولاد الجواري! فالعظمة الحقيقية لا تنبع عن نوع العمل الذي يمارسه الإنسان ولا عن مركزه وإنما عن حياته الداخلية وسلوكه الروحي. لقد استطاع يوسف أن يغتصب قلب أبيه أكثر من جميع أخوته وحسبه ابن شيخوخته مع أنه يوجد اخوة أصغر منه.
قلنا كان يوسف رمزًا للسيد المسيح، فهو الابن المحبوب لدى أبيه،

وكما يقول الأب قيصريوس أسقف Arles: [أحب يعقوب أبنه لأن الآب يحب ابنه الوحيد الجنس، إذ يقول: "هذا هو ابني الحبيب" (مت 3: 17) ].
إن كان يوسف يصير عبدًا في مصر بسبب أخوته وسجينًا ليدخل إلى القصر فيشبع احتياجات أخوته فقد أعلن الكتاب أنه الابن المحبوب لدى أبيه... أقول أنها صورة حيَّة لحياة ربنا يسوع المسيح الذي نزل إلى مصرنا كعبد ودخل من أجلنا تحت المحاكمة ليرفعنا معه إلى قصره السماوي، وهو الابن وحيد الجنس. وما أقوله عن السيد المسيح أقوله عن كل مؤمن حقيقي إذ يليق به أولًا أن4ئ يدخل إلى البنوة لله ويكون موضع حبه خلال ثبوته في المسيح يسوع، بهذه البنوة نتقبل بالحب أن نصير عبيدًا وندخل تحت الحكم من أجل اخوتنا لكي نرفعهم معنا بالمسيح يسوع ليذوقوا شركة مجده ويشبعوا من الخبز السماوي.
هذا ما عبرّ عنه الرسول بقوله: "فإني إذ كنت حرًا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثيرين" (1 كو 9: 19). في مياه المعمودية تمتع بالحرية في المسيح يسوع، هذه الحرية المملوءة حبًا دفعته أن يصير عبدًا للجميع ليربح الأكثرين في مجد ربنا يسوع المسيح.
إذ أحب إسرائيل ابنه أكثر من أخوته: "صنع له قميصًا ملونًا" [3]. ما هو هذا القميص الملون إلاَّ الكنيسة المتعددة المواهب التي تقبلها السيد المسيح من يديّ أبيه ثمنًا لحبه للبشرية ودخوله إلى العبودية من أجلها؟! هذا ما أكده القديس أغسطينوس والعلامة أوريجانوس فالقميص الملون هو الكنيسة التي التصقت بالسيد المسيح كثوب له. ففي تجليه "صارت ثيابه بيضاء كالنور" (مت 17: 2). إشارة إلى الكنيسة التي أقتناها الرب لنفسه وسكن فيها بكونه شمس البر الذي ينيرها. هذا الثوب ذيله الرسول بولس القائل عن نفسه أنه: "آخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا، وآخر الكل" (1 كو 15: 8، 9). هذا الهدب لمسته نازفة الدم (أي جماعة الأمم التي تنجست بالعبادات الوثنية) فبرأت من نزف دمها. أما كونه ملون، فيقول الرسول: "فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد، وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد" (1 كو 12: 4، 5).
إنه القميص الواحد صاحب الألوان الكثيرة، إن نُزع عنه لون ما قد فقد جماله بل وفقد متانته، وهكذا تعلن الكنيسة حاجتها لكل عضو فيها أيًا كان لونه أي مركزه أو عمله أو مواهبه.
في مقارنة يوسف بالسيد المسيح يقول أوستيريوس أسقف أماسيا: [صنع أبوه قميصًا ملونًا ليوسف، وقيل عن المسيح: "تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة (بإكليل)" (إش 61: 10)].
2. صاحب الأحلام:

لم يحتمل إخوة يوسف محبة أبيهم لأخيهم يوسف فكانوا يحقدون عليه حتى "لم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" [4]. هذه المشاعر المرة التي أحاطت بيوسف من إخوته في بيت أبيه لم تكن قادرة أن تغلق قلبه نحوهم ولا أن تؤذي مشاعره أو تفقده سلامه، لهذا انفتحت السماء قدامه لتؤكد له بحلمين متتاليين يحملان معنى واحدًا هو "دخوله إلى المجد، وخضوع الكل له". كأنه يمثل السيد المسيح الذي يفتح قلبه بالحب للبشرية التي حملت العداوة بلا سبب، مقدمًا حياته فدية حتى لصالبيه!
حلم يوسف أن حزمًا قد أحاطت بحزمته وسجدت لها، كم حلم أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا قد سجدت له، فأدرك إخوته أنه يملك عليهم، وهم يخضعون له... وعوض أن يسمعوا لصوت السماء فينفتح قلبهم له "ازدادوا أيضًا بُغضًا له من أجل أحلامه ومن أجل كلامه" [8] وامتلأوا حسدًا [11]، وكأنهم بالكرامين الأشرار الذين "لما رأوا الابن قالوا بينهم: هذا هو الوارث، هلموا نقتله ونأخذ ميراثه" (مت 21: 38). أعلنت السموات مجده فازداد الأشرار من نحوه شرًا، فإذا بالله الصالح يخرج من الشر خيرًا، ويحوّل تصرفاتهم إلى طريق لإتمام خطته الإلهية.
"حسده إخوته وأما يعقوب فحفظ الأمر" [11]. أدرك يعقوب أنه يخضع لابنه في مجده... وربما كان الأمر يمثل سرًا لم يكن قادرًا على إدراكه في ذلك الحين، فحفظ الأمر في قلبه مترقبًا في صمت وتأمل أعمال الله وتحقيق مواعيده. هكذا يعيش أُناس الله يحفظون في قلبهم وفكرهم إعلانات الله ويتأملون معاملاته كما قيل عن القديسة مريم: "وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" (لو 2: 51).
3. إرسالية محبته:

مضى إخوة يوسف إلى شكيم ليرعوا غنم أبيهم، ويغلب أن يكون هذا الغنم قد ضم الأغنام التي استولوا عليها بعد قتل أهلها انتقامًا لأختهم دينة (ص 34)، لذلك أرسل يعقوب يوسف لينظر سلامة إخوته وسلامة الغنم خشية أن تكون بعض القبائل الكنعانية قد اعتدت عليهم انتقامًا لأهل شكيم.
أنطلق يوسف في طاعة لأبيه المحب لأولاده بالرغم مما اتسموا به من أعمال النميمة الرديئة [2] وما حملوه من بغضة وحسد لأخيهم المحبوب والمحب يوسف؛ لكنها لم تكن طاعة الخوف كالعبيد ولا طاعة الأجير المنتظر الأجرة إنما طاعة الابن المحب لأبيه ولأخوته الحاسدين له. في حب أنطلق من وطاء حبرون إلى شكيم، وإذ لم يجدهم لم يرجع بل بحث عنهم وذهب وراءهم إلى دوثان.
إرسالية يوسف تمثل إرسالية الابن وحيد الجنس،

وكما يقول الأب قيصريوس أسقف Arles: [أرسل يعقوب ابنه ليعلن قلقه عليهم، وأرسل الآب ابنه الوحيد ليفتقد الجنس البشري الذي كان ضعيفًا بالخطية، قطيعًا مفقودًا. عندما كان يوسف يتطلع على إخوته جال في البرية، والسيد المسيح إذ بحث عن الجنس البشري جال في العالم... يوسف بحث عن إخوته في "شكيم" التي تعني "كتفًا" فقد أعطى الخطاة ظهورهم في وجه البار وجعلوا أكتافهم من خلف]
4. المفترى عليه:

إذ نزل يوسف من بيت أبيه بالحب يبحث عن أخوته الضالين يقول الكتاب: "فلما أبصروه من بعيد قبلما اقترب إليهم احتالوا عليه ليميتوه، فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادم، فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول وحش رديء أكله، فنرى ماذا تكون أحلامه" [18-20].
تشفع فيه رأوبين فلم يقتلوه بل خلعوا عنه القميص الملون وألقوه في بئر ماء فارغ. وإذ جلسوا يأكلون رأوا قافلة إسمعيليين قادمة من جلعاد محملة كثيراء وبلسانًا ولاذنًا لينزلوا بها إلى مصر فأشار عليهم يهوذا ببيعه عبدًا لهم، فباعوه بعشرين من الفضة. وإذ رجع رأوبين إلى إخوته لم يجد يوسف في البئر فمزق ثيابه ولم يعرف كيف يتصرف.
لم يحتملوا رؤيته حتى من بعيد، إذ جاءهم في إرسالية محبة لهم أما هم فكانوا يزدادون حسدًا من أجل عمل الله معه وإعلاناته له (صاحب الأحلام).

وكما يقول الأب بيامون: [لم يكن يوسف أخوهم قادرًا أن يخفف من حدة حسد إخوته الأحد عشر، الراغبين في موته مع أنه لم يؤذهم في شيء. ومن الواضح أن الحسد هو من أسوأ الخطايا وأصعبها شفاءً، لأنه يلتهب بنفس الأدوية التي بها تهلك بقية الخطايا... ماذا تفعل لإنسان تزداد معصيته كلما ازددت اتضاعًا ورحمة، هذا لا يغضب طمعًا في رشوة ينالها... أو خدمات يحصل عليها، وإنما يغضب بسبب نجاح الآخرين وسعادتهم؟! ].
ما فعله إخوة يوسف هنا حمل رمزًا لما فعله اليهود مع السيد المسيح في جوانب متعددة منها:
أ. يقول الأب أوستريوس أسقف أماسيا: [لقد كدّس إخوة يوسف تعنيفًا مرًا لأخيهم وقدم اليهود لومًا للرب قائلين: "إننا لم نولد من زنا" (يو 8: 41)... أُرسل يوسف لأخوته كطبيب يفتقدهم فكان عندهم كعدو مخطط مكائد، وأُرسل المسيح راعيًا رحيمًا فنظروه كلص مصلوب... ].
ويقول الأب قيصريوس: [كما حمل إخوة يوسف لأخيهم حسدًا فأعطوا للحب الأخوي ظهورهم لا أوجههم، هكذا للأسف فضّل اليهود الحسد على الحب نحو مقدم الخلاص الذي جاء إليهم. عن مثل هؤلاء قيل في المزامير: "لتُظْلم عيونهم عن البصر، وقَلْقِلْ متونهم دائمًا" (مز 69: 23) ].
ب. لم يقف الأمر عند الحسد الداخلي لكنه تُرجم إلى ثورة وخطة وخيانة.

يقول الأب قيصريوس: [وجد يوسف إخوته في دوثان التي تعني "ثورة"، فقد كان الذين يطلبون قتل أخيهم في ثورة عظيمة بحق. عند رؤيتهم يوسف ناقشوا موته، وذلك كما فعل اليهود بيوسف الحقيقي، المسيح الرب، إذ صمم الجميع على خطة واحدة أن يُصلب. اغتصب إخوة يوسف ثوبه الخارجي الملون، ونزع اليهود عن المسيح ملابسه عند موته على الصليب. إذ نُزع الثوب عن يوسف أُلقي يوسف في جب أي حفرة، وإذ حطموا جسد المسيح نزل إلى الجحيم. رُفع يوسف من الجب وبيع للإسماعيليين أي للأمم، والمسيح إذ عاد من الجحيم اشتراه الأمم بثمن الإيمان]. هكذا كان يوسف رمزًا للسيد المسيح والمشاورة ضده، وفي إلقائه في الجب، وفي خلع ثيابه، وفي بيعه للأمم.
ج. كما أشار يهوذا ببيع يوسف هكذا باع يهوذا السيد المسيح؛ بيع الأول بعشرين من الفضة، وفي الترجمة السبعينية "بعشرين من الذهب" وأما سيده فبيع بثلاثين من الفضة.
ويعلق الأب قيصريوس على ذلك بقوله: [بيع العبد بأكثر من سيده، لكن بالتأكيد خدعت الحسابات البشرية الإنسان في حالة ربنا الذي لا يُقدر بثمن!].
د. إذ ألقى الإخوة يوسف في البئر الفارغة من الماء "جلسوا ليأكلوا طعامًا" [25]، وهكذا إذ دبرّ اليهود قتل السيد المسيح جلسوا يأكلون الفصح القديم كطعام يشبع أجسادهم لا نفوسهم.
ه. كانت جمال الإسماعيليين الذين اشتروا يوسف محملة بالكثيراء. وهو نوع من أنواع الصمغ يستخدم في الطب وفي التغرية (لصق الأشياء) من أشجار شوكة المعزي Astraaglus، وبالبلسان وهو دهن طيب الرائحة يسيل من شجرة البلسان متى جُرح ساقها يستخدم في الطب والتحنيط، وباللاذن وهو نوع من الصمغ شجرته تسمى Cistus Creticus كان يستخدم في الطب. هذه الخيرات التي حملتها جمال الإسماعيليين عند شراء يوسف إنما تشير إلى مواهب الأمم وقدراتهم التي تقدموا بها عند إيمانهم بيوسف الحقيقي فتقدست واُستخدمت لحساب ملكوته.
5. غمس قميصه بالدم:

حاول إخوة يوسف خداع أبيهم بغمس قميص يوسف الملون بدم تيس وتقديمه له ليتحقق إن كان هو قميصه، معلنين أن وحشًا رديئًا افترسه. فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحًا على حقويه وناح على ابنه أيامًا كثيرة.
لقد خدع يعقوب أباه إسحق في اغتصابه البركة... ومن أجل نقاوة قلبه وجهاده نال البركة دون عيسو، إذ جاء السيد المسيح من نسله، لكن نال تأديبًا عن خداعه لأبيه. ما كاله لأبيه كُيل له من أبنائه يعيش أيامًا كثيرة في نوح بلا عزاء حتى يلتقي بابنه في مصر.
لم يستطع يعقوب أن ينظر قميص ابنه الملون قد تلطخ بالدم، مع أن القميص وهو يشير إلى الكنيسة لا يمكن أن يكون له كيانه وجماله إلاَّ بالغمس في دم الذبيح ربنا يسوع، الذي أسلم جسده للموت بإرادته ليسكب دمه الطاهر على مؤمنيه واهبًا لهم قوة قيامته.
إذ ظن يعقوب أن ابنه مات قال في مرارة: "إني أنزل إلى ابني نائحًا إلى الهاوية" [35].

وكما يقول القديس چيروم: [نزل إلى الهاوية لأن الفردوس لم يكن بعد قد أُفتتح باللص]. كان الكل يخشى الموت لأنه عبور إلى الجحيم انتظارًا لمجيء السيد المسيح ليحمل غنائمه في فردوسه، في مقدمتهم اللص الذي آمن بالرب المصلوب.
6. يوسف العبد:

"وأما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشرطة" [36].
الابن المدلل بيع كعبد في مصر، يحمل قلبًا حرًا ونفسًا كريمة لا تستطيع العبودية الخارجية أن تدخل إلى أعماقه الداخلية، إنما بحريته الداخلية رفع من شأن العبيد وكرّم الإنسانية الحرة أيًا كان وضعها الاجتماعي.

يقول القديس چيروم: [نقرأ عن يوسف الذي قدم برهانًا عن نزاهته عندما كان في عوز كما وهو غني، والذي أكدّ حرية النفس وهو عبد كما وهو سيد].
يوسف الابن صار عبدًا وكأنه يحمل صورة ربنا يسوع المسيح الابن الوحيد الذي صار من أجلنا عبدًا (في 2: 7).
يقول الأب قيصريوس: [نزل يوسف إلى مصر، ونزل المسيح إلى العالم! أنقذ يوسف مصر من عدم وجود الحنطة وحرر المسيح العالم من مجاعة كلمة الله. لو لم يُبع يوسف من إخوته لما أُنقذت مصر، حقًا فإنه لو لم يصلب اليهود المسيح لهلك العالم].
بيع لفوطيفار، اسمه يعني "المنتسب إلى رع (إله الشمس)"، أما كلمة "خصي" فلا تعني أنه مخصي وإنما تعني وظيفة رئيس من رؤساء الحرس لدى فرعون، وكان له أن يحكم أحيانًا على المذنبين ويشرف على السجون (37: 36؛ 39: 1، 20).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عيسو الطيب
عيسو
عيسو ..
عيسو
أَدُوم لقب عيسو


الساعة الآن 01:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024