إن النفس الأمينة لله لا تستطيع أن تؤكد إلهاماتها الذاتية،عليها أن تخضعها إلى رقابة كاهن حكيم ومثقّف. وعليها ألا تثق تماماً طالما لم تتأكد من صحّتها. فلا يجب، إنطلاقاً من مبادرة فردية فقط، أن تضع ثقتها في هذه الإلهامات وفي غيرها من النِعَم لأنها تعرّض بذلك نفسها إلى خسائر كبيرة.
حتى ولو استطاعت النفس أن تميّز بين الإلهامات الخاطئة والإلهامات الإلهيّة يبقى أن تكون حذرة لأن أشياء عديدة هي غير أكيدة، إن الله يفرح ويبتهج عندما لا تثق النفس به إكراماً له. لأنها تحبه، ولأنها فطنة وتفتّش وتسأل عن مساعدة لتتأكد أن الله حقاً يعمل في داخلها. وعندما يؤكّد معرّف مطَّلع ذلك تستطيع النفس أن تطمئن وتستسلم لله، حسب توجيهاته، أي حسب تعليمات المعرّف.