رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد شاهد الغلامان إسحق ورأيا الخشب يشققه إبراهيم لكنهما لم يستطيعا الانطلاق إلى حيث قُدم إسحق ذبيحة، وكأنهما بالشعب اليهودي الذي رأى السيد حسب الجسد ونظر الصليب لكنه لم يقدر إدراك قوة الصليب. وكما يقول الرسول بولس: "نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة... لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (1 كو 1: 23، 25). لقد جلس الغلامان مع الحمار ولم ينطلقا مع إبراهيم وإسحق لينظرا سرّ الله، وهكذا كل إنسان يرتبط بالفكر الترابي ويحيا لحساب بطنه وشهوات جسده يكون كمن يجلس مع الحمار، لا يقدر أن ينطلق لمعرفة أسرار الله الروحية التي ترفعه إلى السمويات. "فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق ابنه وأخذ بيده النار والسكين وذهب كلاهما معًا" [6]. كان إسحق شابًا، يرى البعض أن عمره حوالي 25 عامًا، لذا وضع إبراهيم الحطب عليه وذهب كلاهما معًا إلى الموضع الذي أظهره له الرب. وكما يقول الأب قيصريوس: [عندما حمل إسحق الخشب للمحرقة كان يرمز للمسيح ربنا الذي حمل خشبه الصليب إلى موضع آلامه. هذا السر سبق فأعلنه الأنبياء، كالقول: "وتكون الرئاسة على كتفيه" (إش 9: 5، 6). فقد كانت رئاسة المسيح على كتفيه بحمله الصليب في اتضاع عجيب. إنه ليس بأمر غير لائق أن يعني بالرئاسة صليب المسيح، إذ به غلب الشيطان، ودعى العالم كله لمعرفة المسيح والتمتع بنعمته ]. ويقول القديس أغسطينوس: [حمل إسحق الخشب الذي يقدم عليه محرقة إلى موضع الذبيحة كما حمل المسيح صليبه ]. |
|