دومينيك (1170-1221)
ولد في أسبانيا بعد وفاة برنارد بقليل، وبعد الانتهاء من دراسته الجامعية سيم كاهنًا، وفي الثلاثين من عمره قام بجولة في جنوب شرقي فرنسا، وشهد الحرب الشرسة التي شنها الباباوات ضد ما أسموه هرطقة الألبين.
واقتنع دومينيك (دومنيك) بأن أسلوب الحوار والتعليم وإعلان الحقائق الإيمانية هو الأسلوب الأمثل لمواجهه التعاليم المنحرفة التي شعر بأنه يجب أن تضع الكنيسة حدًا لها.
وطرح فكرة تكوين مجموعة من الوعاظ تجوب البلاد طولا وعرضًا لتعليم الناس الأحوال الإيمانية، لكن البابا انوسنت الثالث تردد في التصريح له بذلك، إلا أنه تمكن من الحصول من البابا هونوريوس الثالث سنة 1216 على تصريح بتأسيس نظام رهباني هو ما عرف بالنظام الدومنيكاني، وبدأ فورًا بالتنفيذ، وقد أيده وانضم إليه عدد كبير من الشبان الذين رأوا أن الحاجة ماسة فعلًا لنشر التعليم الصحيح ولم تمض 4 سنوات على بدء تنفيذ هذه الفكرة حتى كانت قد تأسست في مناطق مختلفة من أوروبا أربعة بيوت تضم عددًا كبيرًا من الرهبان الدومنيكان، وسرعان ما انتشر عمل هؤلاء الرهبان الذين راحوا يعملون بغيرة وحماس شديدين.
وإحساسا منه بخطورة مهمة التعليم حاول دومنيك أن يستميل إليه عددًا من الجامعيين وقد تمكن بالفعل من إقناع عدد كبير منهم بالانضمام إلى قوافل العمل بهذا النظام.
وجعل شعار نظامه هذا كلبًا يحمل مشعلًا مضيئًا، وهذا الشعار مستمدًا أيضًا من اسمهم " دومنيى كينز".
وهو مع بعض التلاعب اللفظي يعني "طُلَّاب الرب للحراسة "، باعتبارهم حراسًا للكنيسة وحفظه للإيمان، وحمل المشعل يشير إلى أنهم يحملون مشعل الحق لإنارة الجنس البشري.
وفي آخر أيامه ابدي دومينك رغبته في الذهاب على رأس بعثه تبشيرية تحمل الإنجيل إلى القبائل الوثنية في جنوب روسيا غير أن صحته لم تساعده على تحقيق هذه الرغبة بنفسه فأرسل من رجاله مجموعات إلى هناك.
وتوفي بعد ذلك بأربع سنوات مخلفًا وراءه جيشًا جرارًا من الرهبان الذين انتشروا في العالم حاملين نور الإنجيل إلى كل مكان.
صفات هذا النظام:
تميز رهبان هذا النظام بسمو المعرفة والتعمق في العلم، خرج بين صفوفهم رجال عظماء سجل التاريخ أسماءهم مثل توما الاكويني.
ومع هذا النظام الدومنيكاني كان قريبًا من النظام الفرنسيسكاني إلا أن الدومنيكان كانوا وعاظًا متجولين ويجمعون التبرعات في تجوالهم لتنفيذ مشروعاتهم لاعتقادهم بأن هذا الأسلوب أكثر نجاحًا بينما كان الفرنسيسكان يخدمون الناس وفي نفس الوقت يعملون عمل أيديهم للحصول منه على حاجاتهم بعرق جبينهم.