إبرام العملي في إيمانه:
لم يكن إبرام في إيمانه يتوقف عند تعرفه على الله بأفكار نظرية يحفظها ويدافع عنها، ولا يتوقف في ترجمته للمعرفة عند تقديم عبادات معينة، لكنه في إيمانه أطاع الله كصديق أعظم له. يقول الوحي الإلهي: "فذهب إبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط، وكان إبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران، فأخذ إبرام ساراي امرأته ولوطًا ابن أخيه وكل مقتنياتهما والنفوس التي امتلكا في حاران، وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان" [4-5].
يقول الرسول بولس: "بالإيمان لما دُعي إبراهيم أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدًا أن يأخذه ميراثًا" (عب 11: 8). بالإيمان انطلق قلب إبراهيم خارج أور الكلدانيين كما خارج من حاران فيما بعد، إذ كان يتطلع إلى "المدينة التي لها الأساسات التي صناعها وباركها الله" (عب 11: 10).