رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسول بطرس يُضيف عن الرب أنه «كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل». إنه – تبارك اسمه - لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر، وأمام كلمات التهديد ظل صامتًا، هذه صفات مسبوقة بأدوات نفي، أما الخطوة الأخيرة فهي صفة إيجابية؛ فعندما نواجه الشتائم فإننا لسنا فقط لا نجيب على الشر والخبث، بل بالحري نترك الإجابة مع الله. ففي مشهد رفض المسيح مِن قِبَل إسرائيل: يقول المسيح بلسان النبوة: «عَبَثًا تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغًا أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلهِي» (إشعياء٤٩: ٤). لقد كان عمله، فيما يتعلَّق بإسرائيل، بدا كأنه قد فشل، إذ أنه «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يوحنا١: ١١)، لكنه يُفوّض أمره إلى الله. فيقول له الله: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْدًا لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ، وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (إشعياء٤٩: ٦). فبرفض إسرائيل للمسيح، سيتمُّ عملٌ أعظم؛ إذ تنتشر رسالة الخلاص في العالم الأممي. ثم يتكلَّم الله إلى مَن احتقره الناس «لِلْمُهَانِ النَّفْسِ، لِمَكْرُوهِ الأُمَّةِ، لِعَبْدِ الْمُتَسَلِّطِينَ» (ع٧)، ليُعلّن له الله أنه سوف يُمجّده، إذ سيعرفه ملوك الأرض ورؤساؤها، وسوف يسجدون له ويُقدّمون له الإكرام، وسيتمجَّد في جميع أنحاء العالم. وهو ما لا بد أن يتحقق في القريب العاجل (فيلبي٢: ٦-١١). |
|