رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنه يذكر في الرأس 6 من تاريخ بونيفاسيوس المختص بالعذراء، أن أحد النساك في جبل الزيتون في أورشليم كان حاوياً في قلايته أيقونة والدة الإله خشوعية جداً، وكان من عادته أن يصلي أمامها متواثراً. فاذ لم يحتمل الشيطان مشاهدة عبادةٍ هكذا حارة نحو هذه السيدة، شرع يجرب ذاك الناسك بتجاربٍ قوية جداً ضد العفة، بنوع أن الشيخ المتوحد لنظره ذاته متعوباً بهذا المقدار من التجارب، وأنه لم يكن ينجو منها بعد صلواتٍ حارةٍ ومتواثرة، فقال هو يوماً ما للشيطان: ترى ماذا صنعت معك أنا من الشر حتى أنك تعذبني ولا تدعني أن أعيش بسلامٍ: فحينئذٍ ظهر له الشيطان، وأجابه قائلاً له: أن العذاب الذي أنت تذيقني إياه هو أشد مرارةً جداً مما أنا أعذبك به. فالآن أحلف لي بقسمٍ بأن تحفظ سراً ما أقوله لك عما أريد منك أن تترك صنيعه، وأنا أعدك بألا أعود أقلقك مجرباً. فالنساك حلف له كمرغوبه، ووقتئذٍ قال له إبليس: أني أريد منك الا تعود تنظر الى تلك الأيقونة التي أنت حاويها في قلايتك: فالناسك قد أضطرب جداً. ومضى الى الأنبا ثاودوروس ليأخذ أرشاده فيما كان يلزمه أن يصنعه، فهذا الأب البار أجابه بأن الحلف الذي هو صنعه للشيطان كان باطلاً لا يلزمه بالوقوف عنده، وحرضه على أن لا يتغافل عن أن يلتجئ الى والدة الإله، بواسطة تلك الأيقونة الموجودة في قلايته، بل يواظب على تصرفه السابق. فالناسك أطاع الأمر وسلك بموجبه. وهكذا بقي إبليس مخزياً ومغلوباً.* |
|