هُمْ يَتِيهُونَ لِلأَكْلِ. إِنْ لَمْ يَشْبَعُوا وَيَبِيتُوا [ع15].
يشبه المرتل الأشرار المصممين على الشر بالكلاب الجائعة التي لا تقدر أن تسكت، بل تنطلق في الظلام تطلب طعامًا. إنها تدور في المدينة، لكنها باطلًا تتعب الليل كله، إذ لا تحقق أي نصيب من خطتها. هكذا لا يمكن للشر أن يعطي شبعًا لفاعليه، بل يكونوا دومًا في حالة جوعٍ وعطشٍ.
هذا ومن جانب آخر فإن خطايا الأشرار تحرمهم من السلام والهدوء الداخلي، فيدورون بلا نفع، وبلا شبع داخلي.
إذ يرى القديس أغسطينوس في الكلاب العائدة في المساء صورة مجازية للخطاة الذين يعودون إلى الحق معترفين بخطاياك، ولو في وقت متأخر من حياتهم، لذا يتحدث عنهم كجائعين. أي طعام يطلبونه؟ رجوع الخطاة إلى الحق، يقول: ["يتشتتون (يتيهون) للأكل" بمعنى أن يطلبوا كسب الغير، حتى في جسدهم يصيرون مؤمنين.] هكذا إذ يكتشف الإنسان خطاياه، وفي تواضع يتمتع بالاهتداء للحق، يشتهي أن يشاركه العالم كله ذات الخبرة المفرحة.