فوَقَفَ زَكَّا فقال لِلرَّبّ: يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي،
وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحداً شَيئاً، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضْعاف
"أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي" فتشير إلى تبدُّل زَكَّا على مستوى المحبة حيث يقاسم أمواله مع الفقراء وهي عملية نفَّذها لساعته؛ إنه لم يقدم ماله للفقراء والمظلومين، وإنما قدم أولًا قلبه لله، عندئذ جاءت عطايا طبيعية وبلا كلفة، ومفرحة لله.
وكما ترك إبراهيم كل ممتلكاته في أور ترك زَكَّا هنا نصف ممتلكاته؛
ويعلق القديس ايرونيموس "إن قدمنا للمسيح نفوسنا كما نقدم له غنانا، يتقبل التقدمة بفرح".
فالمال الذي كان عائقا أمام الخلاص يصبح علامة للارتداد في تغيير عقليته وعمله. لذلك فإن زكَّا ليس فقط رجل الرغبة في رؤية يسوع، بل هو أيضًا رجل العمل مبتدأ بالتوبة الّتي لا يمكن يجسدها إلا من خلال تغيير علاقته بالأشخاص الّذين أساء إليهم.