رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* قال الملاك لطوبيا: "إذا أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان"، فهل هذا عمل سحري؟ قطعًا لا. إنما هو شكل مادي لعمل روحي. فالكبد والقلب يُعَبِّران عن المشاعر. كان اليهود يطلقون على المشاعر "أحشاء" (في 1: 2؛ 2 كو 15: 17) وحتى الآن فإن لفظ القلب يطلق على المشاعر، فنقول: "فلان له قلب رحيم أو فلان بلا قلب". لذلك نفهم أن حرق الكبد والقلب يشير إلى المشاعر الملتهبة بين طوبيا وعروسه في الليلة الأولى للزواج ولكنهم تغلَّبوا على هذه المشاعر، فكانا كمن أحرقاها. فإنه صعب جدًا أن يعيش شاب وشابة دون أن يلمسا بعضهما. وهكذا قيل عن القديس يوحنا كاما وزوجته اللذين زوَّجهما أبواهما دون رضائهما، وأرادا أن يعيشا في حياة البتولية، وعاشا فترة كإخوة حتى ترهَّب كلاهما. "إن هذا يفوق الطبيعة البشرية، أن ينام شابان بجانب بعضهما ولا تثور فيهما الطبيعة إلى الشهوة. ومن هو الذي يدنو من النار ولا يحترق." أما المرارة بطعمها المُرّ فتشير إلى الصليب الذي حمله طوبيت في مرضه. وفي رائحة المُرّ الجميلة إشارة لاحتمال طوبيت بشكرٍ. والله يسمح بالصليب لتنقيتنا. وهذا ما حدث لطوبيا. ولقد فهم طوبيا أن الآلام التي أصابته كانت لتأديبه وتنقيته (طو 11: 17). تَقدَّم طوبيا للزواج بها كمشورة الملاك، ووضع كبد السمكة وقلبها على جمر مبخرة في الحجرة فصعد منها دخان، فخرج الشيطان بالصلاة لله والبخور بلا رجعةٍ. العلامة ترتليان |
|