منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 11 - 2022, 02:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الخطية والشعور بالنقص


الشعور بالنقص




سنتحدث اليوم عن واحدة من الخطايا الخطيرة ذات التأثير المدمر على حياة الانسان وسلامه ونموه الروحى وعلاقته بربنا وبالآخرين خطية خطيرة وسبب خطورتها أنها تخدع الكثيرين وتظهر لهم على غير حقيقتها ، يرونها خطية بسيطة ، مع أنها مؤذية جدا ، وكثيرا ما تكون السبب المباشر للسقوط فى الخطايا الأخرى وبخاصة الخطايا الجسدية هى خطية الاستسلام للشعور بالنقص .. وهو أمر يختلف تماما عن الأتضاع .. فالمتضع يقر دائما بضعفه ، لكن فى نفس الوقت لا يعانى من الفشل ، بل يحيا حياته فرحا شاهدا لحب الله العجيب ونعمته التى تسدد كل احتياج المتضع يثق ان قوة الله هى له .. هو دائما يختبر كلمات القديس بولس الرسول " حينما أنا ضعيف ، فحينئذ أنا قوى " (3كو10:13) .. الأتضاع صفة من صفات أولاد الله ، أما الاحساس بالشعور بالنقص فهو خطية لها نتائج خطيرة فالذى يعانى من هذا الاحساس عادة ما يصير عبدا لخطايا أخرى وهى نتيجه لانحصار الانسان فى نفسة دون النظر الى نعمه الله .
خطايا سببها الشعور بالنقص :-
1- فقد يسعى الانسان للتخلص من احساسه بتفوق الآخرين عليه وشعور الغيرة الزائدة وذلك باظهار وتجسيم عيوبهم ولو أمكن بابعادهم عن مجال تواجده المشترك معهم .. .
2- وقد يتحول الشخص الى انسان حساس جدا ، فينفعل من أقل شئ .. ولا يقبل النقد أو التوجيه .
3- وقد يحاول أن يعوض احساسه بالنقص باظهار ذاته عن طريق اللجوء الى التزين الزائد أو الحديث المستمر عن أعماله العظيمة وخدماته الكثيرة أو التباهى بالمعرفة أو بالتقرب الى الشخصيات العامة بطرق ملتوية .
4- وقد يحاول أن يعوض احساسه بالنقص باللجوء الى فعل أمور فوق طاقته .
5- وقد يلجأ الى العناد مهملآ وجهات نظر الآخرين ، كما قد يحاول أن يشعرهم باحتياجهم الشديد له عن طريق تعقيد أمورهم التى بيديه .
6-وقد يسعى الى الشهرة وقد يحاول ان يشعر بأهميته عن طريق السيطرة ، ولاسيما اذا كان يشغل مركزا قياديا سواء فى مجال العمل أو فى نطاق الأسرة .. فبدلا من أن يقود بالحب والاقناع ، يلجأ الى فرض آرائه معتمدا على وضعه القيادى غير عابئ بمشاعر الآخرين ووجهات نظرهم .

7- كما قد يسعى لتعويض النقص بالانغماس فى خطايا جنسية ، أو بالالتجاء الى علاقات عاطفية طائشة او القيام باعمال غريبه ملفته للنظر او محاوله جذب الانتباة عن طريق اى موقف ليصبح الشخص هو بؤرة اهتمام الآخرين ( فيمكن ان يتظاهر بمرض او شكوى وقد يصل الى محاولات لإيذاء نفسة ).
8- وقد ينشئ الاحساس بالنقص حواجز نفسية بين الانسان والله .. انظروا مثل الوزنات (مت25) . فالمشاكل لم تصدر من الذى أعطاه السيد خمسة وزنات أو وزنتين بل صاحب الوزنة الواحدة .. لأنه بدلآ من أن يثق فى محبة سيده ، وبدلآ من أن يؤمن بأن ما يأخذه منه سيزداد يوما وراء يوم ، أنحصر فى نفسه وبدأ يقارنها باللذين أخذوا وزنات أكثر ، فتملكه الاحساس بالنقص .. هذا الاحساس أعمى عينيه عن محبة سيده له بل جعله يراه انسانا قاسيا ، والنتيجة أنه قطع علاقته به وامتنع عن العمل معه . كثيرا ما يتسبب الشعور بالنقص فى اقامة حواجز بين النفس والله .. وقد يجعلها دائمة التذمر عليه .
ما الذى يجعل هذه الخطية تسيطر على الانسان ؟:-
غالبا ما يعود الأمر الى ايام الطفولة والصبا .. مثلآ اذا كان شخص قد تعرض لفترة طويلة لمعاملة قاسية من أسرته .. معاملة ميزت أخوته عنه أو أشعرته بالعجز ، أو أعطته انطباعا بأنه أقل من غيره .. أو اذا كان قد عانى من حرمان مادى بالمقارنة باصدقاؤه .. وقد يتولد هذا الاحساس نتيجة لتربية خلت من كلمات التشجيع وقد ينشأ نتيجة لعدم تمكن الشخص من تحقيق ذاته فى دراسته او عمله ، أو لوجود شئ معين فى مظهره يجعله غير طبيعى مثل العاهات . الا أن هذه ليست السبب الحقيقى ، فلم تكن لتؤثر هذا التأثير الخطير لو أن الشخص كان متمتعا بحب المسيح وعمل الروح القدس ، وكان ينمو كل يوم فى حياة الشكر والبذل
كيف أتحرر ؟:-
أيا كان نوع الخطية التى تسيطر على الانسان ، ثق أن ربنا يسوع يقدر أن يحررك منها تمامآ .. لقد اشترانا بدمه الثمين ولم يعد للشيطان أى حق فى أن يظل مسيطرا علينا . الرب يسوع يحررنا من سلطان أية خطية ، حتى خطية الاحساس بالنقص ، ويزيل نتائجها .. وعندما يبدأ الشخص المستعبد لهذه الخطية فى التمسك بحب المسيح له تحدث تغيرات جذرية تبدأ من داخله . يبدأ التلامس مع حب المسيح المعلن فى الصليب .. انه حب ينفذ الى الأعماق ، أعماق النفس ليشفيها من كل جروح الماضى مهما كانت غائرة .. سواء التى سببتها ظروف الحرمان القاسى أو التى أحدثتها حوادث صعبة أو معاملات شائكة من الآخرين .. ومع الوقت يزداد تمتع الانسان بحلاوة الرب يسوع ، حلاوة محبته العذبة ، وكل يوم ينمو تمتعه بغنى نعمته ، كما تتسع رؤيته لطرقه العجيبة فى تسديد كل الاحتياجات .. ويأتى الوقت الذى يمتلئ فيه بايمان حى بأنه غنى جدا بالمسيح وهذا الايمان يحرره من مرارة الاحساس بالنقص شعوره بان ربنا بيحبه ويقبله كما هو وهو مصدر عطاء وحب له فى كل الظروف وانه موضوع حبه وحنانه ورعايته تعالوا معآ نقرأ (قض9) وقصة أبيمالك ابن جدعون . كان لجدعون نساء كثيرات أنجب منهن عددا كبيرا من الأبناء .. فلما تطلع واحد منهم اسمه أبيمالك الى أن يتسلط على الشعب .. لكن لماذا أبيمالك بالذات الذى كان له هذا الاتجاه المضاد لاتجاه أبيه ؟ لقد حقق جدعون انتصارات ساحقة على الأعداء لصالح شعبه ، لكنه مع هذا رفض بشدة أن يصير ملكا عليهم .. لماذا لم يسير أبيمالك فى نهج أبيه ؟ .. من سفر القضاة نعرف أن أم أبيمالك كانت سرية ( جارية ) ويبدو أن هذا الأمر أصاب أبيمالك بالشعور بالنقص ، فحاول أن يتخلص منه بالسيطرة على الآخرين . ومن أجل أن ينال ما يريد قتل أخوته ال 70 ما عدا واحد صغير ( يوثام ) استطاع أن يهرب .. هذا الصغير أعطاه الرب أن يتكلم بمثل هام يلقى مزيدا من الضوء على خطية الاحساس بالنقص التى تملكت أبيمالك .. قال لهم : مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا .. فقالت للزيتونة أملكى علينا .. فقالت لها الزيتونة أأترك دهنى الذى يكرمون به الله والناس وأذهب لكى أملك على الأشجار .. ثم قالت الأشجار للتينة أملكى علينا .. فقالت لها التينة أأترك حلاوتى وثمرى الطيب وأذهب لكى أملك على الأشجار .. فقالت الأشجار للكرمة أملكى علينا .. فقالت الكرمة أأترك مسطارى ( الخمر الجيدة ) الذى يفرح الله والناس وأملك على الأشجار .. ثم قالت جميع الأشجار للعوسج أملك علينا .. فقال العوسج للأشجار ان كنتم بالحق تمسحوننى عليكم ملكا ، فتعالوا واحتموا تحت ظلى والا فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنا ( قض8:9-15 ) .
معنى المثل :-
رفضت الزيتونة : أن تملك .. لماذا ؟ لأن هناك دهنا ( زيتا ) كافيا داخل أثمارها ، وهى شبعى بهذا الدهن الثمين ، لذا فهى لا تعانى من أى احساس بالنقص تحاول أن تعوضه بالسيطرة .. فالكتاب يقول
" النفس الشبعانة تدوس العسل " (أم7:27 ). الدهن ( الزيت ) هو رمز للروح القدس ، والزيتونة هى رمز للانسان الذى يملأ الروح كيانه الداخلى ، وحين يملأ الروح كيان الانسان فهو يشبعه الى التمام ويمتعه بالتعزيات التى تلذذه جدا ، ويلهبه بالحب السماوى فيصير حارا فى عباداته ، قويا فى شهادته ، ممتلئا بالغيرة الشديدة لربح النفوس الروح القدس هو كنز الصالحات يغنى جدا ويلاشى من الانسان أى شعور بالنقص وكل رغبة للسيطرة والتباهى حينما يتجاوب الانسان مع عمل الروح القدس ، يخرج من دائرته ، ويقوده الروح فى تعاملات عجيبة مع المسيح فيدرك أنه أحلى وأثمن ما فى الحياة ، فيتعلق به بحب لا يدركه العالم ، فيعبده ويخدمه ، عبادة حارة وخدمة لذيذة ذات ثمر متكاثر . الروح القدس هو روح المحبة ، هو الحمامة الوديعة الذى يقاوم كل روح كبرياء وتعالى .. من يرحب بعمله فى قلبه يجعله قريبا جدا لقلوب الآخرين ، يشعر بأحاسيسهم ويقدر احتياجاتهم ، ويمده بقوة حقيقية لتسكين الآلام وتخفيف الدموع واحتمال الأخطاء وحمل الأثقال معهم . ما أكثر احتياجنا للامتلاء بالروح القدس " الدهن الحقيقى " .. لنطلبه بحرارة نهارا وليلا .. فسنشبع وسيفيض من داخلنا أنهار الماء الحى المنعشة للآخرين .
التينة : فعلت مثل الزيتونة رفضت أن تسيطر على الأشجار ، لماذا ؟ لأنها تمتلك ثمارا حلوة تغنيها عن الالتجاء الى الأمور السطحية كالسيطرة وبريق المظاهر الذين لهم علاقة حقيقية مع المسيح يكونون مثل شجرة التين ، دائما يحملون أثمارا فى ذات مرة لعن الرب شجرة من شجيرات التين فيبست فى الحال .. لعنها لأن لها صورة شجرة التين المثمرة .. كانت مورقة لكن دون ثمر .. انها رمز للرياء .. انها صورة للنفس التى تخدع الآخرين .. تجتهد أن تظهر بصورة التقوى بينما هى من الواقع لا تمتلك المحبة التى تجعلها تفعل كل شئ لأجل المسيح الذى أحبها ، انما لهدف الظهور وكسب مديح الناس . شجرة التين المثمرة هى رمز للانسان الذى له حياة عملية تشهد للمسيح ، يطيع وصايا المسيح ويحبها .. كما أحبها داود الملك الذى قال " أحببت وصاياك أكثر من الذهب "(مز127:119) انسان ملآن بثمار الروح ( محبة ، فرح ، سلام ..... )
الكرمة : استخفت هى ايضا بالملك .. رفضت أن تتسلط على بقية الأشجار .. لقد أدركت أنها تمتلك شيئا أعظم من كل ما فى العالم ، انها تقدم الخمر الجيدة .. والخمر فى الكتاب المقدس يرمز لفرح القلب (مز15:104) والرب يريد أن كل واحد من أولاده يكون كرمة .. كرمة مشتهاة ( أش 2:27) ممتلئ بالفرح ويفيض على الآخرين .. الرب يسوع يريد لنا أن نتحرر من الهموم والأحزان وأن نتمتلئ بالفرح الحقيقى الذى هو قوة جبارة تجعل الانسان يستخف بكل اغراءات العالم ، الفرح قوة تشفى النفس من جروح الماضى ، النفس الفرحانة تهزم العدو بسهولة ، لذا قال نحميا لشعبه " لا تحزنوا لأن فرح الرب قوتكم " (نح10:8)
لنفرح بالمسيح الذى أحبنا وقدم حياته لأجلنا .
لنفرح بالمسيح لأنه يغفر خطايانا ويطرحها بعيدا .
لنفرح بالمسيح لأنه يحمينا من مخاوف وقلاقل العالم .
لنفرح بالمسيح لأنه يريحنا من أحمالنا الثقيلة ويحررنا من قيودنا .
لنفرح بالمسيح لأنه يعطينا جسده ودمه ، فنقول مع أبونا الكاهن " فمنا أمتلأ فرحا ولساننا تهليلا ".
المسيح يدعونا للفرح .. وكما يقول عنه داود فى " يمينه شبع سرور" .
العوسج : بينما رفضت الزيتونة والتينة والكرمة أن تملك على الأشجار ، رحب العوسج بالدعوة .. لماذا رحب ؟ لأنه شجرة شوكية صغيرة ( شجيرة ) لا تمتلك زيتا كالزيتونة أو ثمرا حلوا كالتينة أو خمرا جيدا كالكرمة ، انها شجيرة مصابة بالاحساس بالنقص وتريد أن تعوضه بالسيطرة .
العوسج رمز للنفس المصابة بالجروح العميقة الشائكة ، النفس المتعبة المتهلهلة التى تعرضت لجروح واحباطات كثيرة .. كل ما بداخلها أشواك .. ولم تسترح لأنها لم تأت للرب يسوع لكى يضمد جروحها ويعوضها عن السنين التى أكلها الجراد . الانسان الذى يستسلم للاحساس بالنقص يشعر بمرارة .. ان لم يترك يدا المسيح الطبيب الرقيق تمتدان لتعالج أعماقه .. سيستمر فى المرارة التى ستزداد .. قد يلجأ للعواطف البشرية وقد يلجأ للشهوات ، لكنه أبدا لن يستريح .. ومع الوقت يجد نفسه قد صار عنيفا مع الآخرين ، يحتد عليهم بسرعة ، انها محاولات لتفريغ انفعالاته الداخلية المكبوتة ، لكن بلا جدوى .. لا يستريح انظروا الى عنف العوسج .. لقد هدد الأشجار .. ان لم تتركينى أسيطر عليكى فسأحرق بالنار أشجارك العالية .. ما أصعب أن يظل الانسان طول حياته يشبه العوسج يشعر بالنقص ولا يقبل الى المسيح الطبيب الحقيقى القادر على صنع المعجزات والمستحيلات .. المسيح ليس فقط قادرا أن يحول العوسج الى زيتونة أو تينة أو كرمة .. بل هو قادر أن يحول العوسج الى الثلاثة معا !! .. يملأك بروحه القدوس ، ويملأك من الثمار الحلوة ويشبعك من الفرح الغامر .. انه القادر على كل شئ وهو يشفى القلوب الكسيرة .. هو يحبك .. فتعالى اليه .
دورنا فى الوقاية من صغر القلب ( = صغر النفس ) = الشعور بالنقص :-
1- البعد عن الايلام النفسى والجسدى والعنف الشديد على الأطفال ( التعيير .... ) .
2- عدم تمييز طفل عن طفل وعدم اشعاره أن الآخرين متميزين عنه ....
3- الكفاية المادية حسب الوسط ( المصروفات .. مناسب لسنه والجو الاجتماعى لمدرسته ، الانتظام )
4- كلمات التشجيع .. اكتشاف المواهب ..
5- اثبات الذات = مثل الشموسية .. عدم قمع الذات وقهرها فى الصغر .
6- الشبع بالمسيح ، التربية الروحية ، الشعور أنه ابن الملك .
7- علاج النفس أكثر من علاج الجسد ( موسى .. أنا معك ) .



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن الخطية أنتجت شعورًا بالنقص والرفض
علاج الشعور بالنقص
أبيمالك والشعور بالنقص
بلدد والشعور بالنقص
معظمهم مريض بالنقص


الساعة الآن 12:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024