صحوة المؤمنين
النوم راحة وبركة لكن في وقته ومكانه «بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ، مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ، آكِلِينَ خُبْزَ الأَتْعَابِ. لكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا» (مزمور١٢٧: ٢). أما كثرة النوم فلها أضرارها وخسائرها، ألم يخسر بطرس ورفقائه في تبعية المسيح في أهم لحظات الصليب إذ غلبهم النوم؟ مما استلزم توبيخ الرب لهم بالقول: «أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟» (متى٢٦: ٤٠). أيضًا الشاب أفتيخوس وكيف نام وكأنه في غيبوبة رغم أنه يوجد في العلية مصابيح كثيرة، وكانت العظة لبولس في الليلة الأخيرة، وللأسف: «وَكَانَتْ مَصَابِيحُ كَثِيرَةٌ فِي الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهَا. وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا فِي الطَّاقَةِ مُتَثَقِّلاً بِنَوْمٍ عَمِيق. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَابًا طَوِيلاً، غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ، وَحُمِلَ مَيِّتًا» (أعمال٢٠: ٨-٩). أما شمشون فقد خسر انتذاره، وفقد قوته، وقلعوا عينيه، بسبب غفلته ونومه في أحضان دليلة عندما: «أَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ، وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ» (قضاة١٦: ١٩).
لذلك وجب التحذير: «اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». (متى٢٦: ٤١).
«اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ» (١ بطرس٥: ٨). فاصح واسهر يا صديقي وتذكر أنك لست أميرًا بل ملكًا.