رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يدعو السماء من فوق والأرض إلى محاكمة شعبه. اجمعوا إليه أبراره، الواضعين عهده على الذبائح. وتخبر السموات بعدله، لأن الله هو الديان" [4-6]. سبق فدعى المسكونة من مشارق الشمس إلى مغاربها، وقد قلنا إنه يقصد الأبرار الذين أشرق عليهم شمس البر بنوره على قلوبهم، والأشرار الذين يغرب عنهم الإيمان بشمس البر؛ وربما يقصد بمشارق الشمس جماعة اليهود الذين عرفوا الله مبكرًا والمغارب الأمم الذين عرفوه في أواخر الدهر... هنا يدعو السماء أي الطغمات السمائية، والأرض أي البشر جميعًا، لكي يشهد الكل عدل الله في محاكمته لشعبه. يطلب أن يُجمع أبراره الواضعون عهده على الذبائح، وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [يأمر ربنا الملائكة والرجال الأفاضل أن يجمعوا له أبراره وقديسيه ليضعوا ويرتبوا عهدًا، ويقدموا قربان التسبحة، ويذبحوا ذبائح روحية يهواها]. ويرى القديس أثناسيوس أن الأمر هنا صادر بخصوص الأبرار من اليهود قبل يوم الدينونة ليكفوا عن تقديم الذبائح الحيوانية ويبطلونها، ويستبدلونها بقرابين الفهم والعلم. وبمعنى آخر هي دعوة لقبولهم الإيمان بذبيحة السيد المسيح عوض إنكارهم الإيمان به. ويرى يوسابيوس القيصري أن الرب يرسل ملائكته ليجمعوا الأبرار ويفرزوهم عن الأشرار ما جاء في الإنجيل المقدس عن يوم الدينونة. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الدعوة هنا موجهة إلى جميع اليهود الذين قطعوا عهد الله خلال الذبائح، وقد ظنوا أنهم أبرار لممارستهم العبادة في شكليات بلا روح، ولسلوكهم الشريرة. جاء تعليق القديس أغسطينوسعلى العبارت السابقة [4-6] هكذا: * يدعو من فوق السماء، كل القديسين، هؤلاء الذين صاروا كاملين يحكمون، يجلسون معه ليدينوا أسباط إسرائيل الإثنى عشر (مت 19: 28)... في البداية دعى الكل معًا عندما "تكلم إله الآله ودعا العالم من مشارق الشمس إلى مغاربها". لم يكن بعد قد حاكم. لقد أُرسل الخدام ليدعو إلى العرس، فجمعوا الصالحين والطالحين. ولكن عندما يأتي إله الآلهة جهارًا ولا يصمت فإنه يدعو السماء من فوق، لكي تُدين معه... يجمعوا إليه أبراره. من هم أبراره إلا الذين يعيشون في الإيمان ويمارسون أعمال الرحمة. فإن هذه الأعمال هي أعمال البر... حقًا السموات (الإنجيليون) تعلن عن برّ الله لنا. لقد سبق الإنجيليون فأخبرونا فسمعنا أن البعض سيكونون عن اليمين حيث يقول رب البيت: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا...". بالحق الديان يحكم ولا يخلط، لأن الرب يعرف من هم له. فإنه وإن كانت الحنطة مختفية في التبن لكنها معروفة للمزارع. ليته لا يخف أحد حتى وإن كان حبة حنطة وسط التبن، فإن عينيْ المذرّى لا تُخدعان. لا تخشى العاصف الذي حوله من أن يخلطك مع التبن. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | صرت كزقٍ في الدخان |
مزمور 119 | بالوصية ننتظر يوم العريس الديان |
مزمور 82 | عجيب أنت أيها الديان الأعظم |
مزمور 82 | الديان ومجمع الآلهة |
مزمور 75 | الديان الحقيقي يرفع ويذل |