رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب والمجمع حياة المجمع + قال أحد الشيوخ : " أن الرهبان المتوحشين بالزي المقدس ، القاطنين في الأديرة ، لا يليق بهم أن يقولوا : لي ولك ، ولهذا ولذاك ، والجماعة المشتركة كذلك ، ليس لهم أن يعتبروا شيئاً ما ملكا لواحد منهم ، ولا يدور فيما بينهم : لي ولك ، ولهذا ولذاك . والا فيما يليق أن تدعي ( كنونيون ) الذي هو ( العيشة المشتركة ) بل مجامع لصوص – مملوءة من كل رذيلة وسلب للأشياء الطاهرة " . + قال سمعان العمودي : " لتكن أسماء الاخوة حلوة في فيك ، ومناظرهم جميلة محبوبة في عينيك وخدمتهم سهلة ميسورة في يديك ، أعمل برغبة واتضاع ، وعلم بلا حسد ولا بخل ) . + سأل أخ الأنبا بيمين قائلا : " كيف ينبغي أن يكون الراهب الساكن في الكينونيون ؟ " فأجابه قائلا : " الذي يسكن في الكنونيون ، ينبغي أن يكون جميع الأخوة عنده واحدا في المحبة ، وأن يحفظ لسانه وعينه ، وحينئذ يكون في راحة " . + سأل أخ شيخا قائلا : " كيف نتعب نحن في النسك ولا ننال المواهب مثل الأولين ؟ " قال له الشيخ : " كان في ذلك الزمان الحب الكثير كان كل واحد يجر رفيقه الي فوق ، أما في هذا الزمان فقد قل الحب ، وصار كل واحد يجر رفيقه الي أسفل ، ومن أجل ذلك لا ننال المواهب " . + سئل القديس باسيليوس : " ماذا ينبغي للانسان كي يحب قريبه ؟ " فقال : " كالمكتوب تحب قريبك مثل نفسك ، وأيضاً ما من حب أعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه عن أحبائه " . + وأيضاً من أقوال القديس سمعان العمودي : " مثل انسان يتكلم عن غني ليس له ، ويحب حال قوم آخرين ، وهو نفسه ليس له شيء ، بل تجده عريانا معوزا فقيرا ، كذلك الذي لم يقتن لنفسه شيئا من غني المسيح ، وهو مرافق لأناس قديسين ، فتجده عريانا من مشاركة الروح ، لا يربح شيئا من غني القديسين ، لأنه مشارك لهم بالسكني ، وليس مشاركا لهم في الفضيلة " . + وقال مار اسحق : " كالنعجة التي تخرج من الدوار ، وتمضي لتقيم في جحر الذئاب ، هكذا الراهب الذي يترك موافقة اخوته ، ويداوم الطياشة والنظر في الخليقة " . + قال شيخ : " أن السيرة اليابسة المقرونة بالمحبة ، تدخل الراهب الي ميناء غلبة الآلام بسرعة" . + سئل القديس انبا انطونيوس : " هل جيد للراهب أن يكتفي بذاته فلا يأخذ من الأخوة ولا يعطيهم " . قال : أن تصرف الراهب هكذا فهو يعيش بلا اتضاع ولا رحمة . ويبعد بذلك من الخيرات المعدة للمتضعين والرحماء . + وقال أيضاً : " أن حياة وموت الانسان من جاره . فاذا ربحنا أخانا فنحن قد ربحنا أنفسنا . أما ان أسأنا اليه فقد أخطأنا الي الله . وأعمال المحبة تأخذ صورا شتي منها : 1 – المحبة تتأني وترفق ( أ ) طول الأناة + جاء أحد الاخوة الي شيخ من الرهبان : وشكي اخاه قائلا : ماذا أصنع يا ابي فأن أخي يحزنني لأنه دوار ؟ . قال شيخ : احتمله يا حبيبي ، فأن الله قادر أن يرده اذا ما رأي تعبك وصبرك ، وأخذك له بالرفق واللين . وأياك والقسوة ، فأن شيطانا لا يطرد شيطانا وبرفقك وصبرك يرجع . لأن الله انما يرد الانسان بطول روحه وطيب قلبه وأحتماله . + وقيل أيضاً : شكا أخ الي شيخ قائلا : أني أضرب المطانية للأخ الغاضب معي ، وهو غير نقي بدون أن تتوب اليه من كل قلبك . فقال له الأخ : نعم ، بالصواب حكمت . قال له الشيخ : من اجل ذلك لا يقنعه الله ان ينقي ضميره ضميره معك ، لأنك لم تضرب له المطانية وأنت مسلم بخطئك نحوه ، بل لا زال يعلق في ضميرك أنه هو المخطيء . ضع في ضميرك انك أنت المخطيء ، وزك اخاك وبرئه من الخطيئة ، وحينئذ يحقق الله ذلك في فكره ، ويعطفه عليك . + سأل أخ شيخاً قائلا : ماذا اعمل يا أبي ، فاني عاتب لي أخي ، وليس في نيتي سماع بأن أغفر له ؟ . فلما سمع الشيخ هذا الكلام رفع عينيه الي السماء وضرب صدره قائلا له : يا شقي أن كنت تغضب رب السموات والأرض وهو يطيل روحه عليك ويغفر لك اذا ما تبت اليه ، فكيف لا تغفر أنت لأخيك ؟ . + سأل أخ شيخا : " كيف أخب\لص " ؟ فقال له الشيخ : هوذا أنا مصور لك دين الله ، وأريك أياه : أنت تقول ارحمني فيقول لك أرحم أخاك وأنا أرحمك ، وأن قلت اغفر لي ، يقول لك : اغفر لأخيك وأنا أغفر لك ؟ ألست تري أن العلة هي منا ؟ . + قال أنبا أوغريس : " الوديع ولو صنعوا به الشر ، فلن يتخلي عن المحبة " . + أخ أغضبه أخوه : ولما دخل قلايته ، استحي أن يصلي لله بسبب الوجع المتقد في قلبه ، ولكنه لما تطارح قدام الله قائلا : " يا سيدي ، لقد غفرت لأخي من كل قلبي " . فللوقت جاءه صوت يقول له : " قد أخذت شبهي ، اذن فصل لي بدالة " . + كان للأب جلاسيوس . انجيل يساوي 18 دينارا ، اذ كان محتويا علي العتيقة والحديثة . وكان موضوعا في الكنيسة فكل من جاء من الاخوة قرأ فيه ، فجاء أخ غريب الي الشيخ ، ولما دخل ذلك الأخ الي الكنيسة ، أبصر الكتاب فاشتهاه وسرقه ومضي . فلم يتبعه الشيخ الذي كان قد علم بما فعله الأخ … فمضي به الأخ الي المدينة فأعطاه لانسان وطلب منه 16 دينارا . فقال المشتري : اني لا ادفع الثمن دون أن أفحص الكتاب . فتركه عنده . واذا بالرجل يأتي به الي انبا جلاسيوس ويعرفه بما وافق البائع عليه فقال الشيخ : اشتراه فانه جيد ويسواي أكثر من هذا الثمن . فمضي ذلك الرجل وقال للاخ : أني قد اريته للأب جلاسيوس ، فقال لي أن هذا الثمن كثير . فسأله الأخ : ألم يقل لك الشيخ شيئا آخر ؟ فقال : لا . حينئذ قال الاخ : أني لا أريد أن أبيعه . ثم أن الأخ أخذ الكتاب وجاء به الي الأب جلاسيوس وهو نادم ، فلم يشأ الشيخ أن يأخذه ، فطلب اليه الأخ قائلا : أن لم تأخذه ، فلن يكون لي راحة . فقبله . وبعد ذلك مكث الأخ في خدمة الشيخ الي حين وفاته . + كان لرجل شريف دين عند أحد الناس يطالبه مدة عشرة سنين ولم يجبه ، وكان الدائن بطيبه ، وكان له صديق ، فقال له : " اني متعجب منك كيف لم تحنق عليه لأن لك زمانا وأنت تطالبه وهو ر يجيبك " فقال له : " انك تعجب لأني أطلت روحي عليه شعر سنين ، وهو ذا الله اكثر من 50 سنة ، يطلب الي أن أحفظ وصاياه ، وحتي الآن لم اجبه ، ولم أصنع هواه ، وهو بطيبه يصبر علي فأن كنت وأنا الانسان لم أحب الله وهو لا يغضب علي ، فليس بعجيب ان كان انسان مثلي لا لا يجيبني ، وأطيل روحي عليه " . ( ب ) الاحتمال + قال شيخ : لا يليق بالراهب أن شتمه أخوة او أهانة ألا يكون كاملا في محبته له قبل أن يلقاه + قال الأنبا أور : ان وقع بينك وبين أخ حزن ، وجحد ما قاله فيك ، فلا تلاججه ، والا فمصره أن يتوقح ويقول : نعم انا قلت . + قيل أحد الشيوخ : أنه كان ردل وديعا كثير الحب ، ولم يفكر في الشر أصلا ، وحدث مرة ان احد الاخوة سرق زنابيل وحملها واودعها عنده ولم يعلم الشيخ بسرها . فيعد ايام عرفت الزنابيل ، واتهم الشيخ بسرقتها ، فلما أتهم أنه السارق سجد بمطانية وقال :" أغفروا لي يا أخوتي من اجل الله فأتوب من هذه الدفعة الواحدة " . وصار يبكي ، فلما نظر الاخوة بكاءه تركوه . وبعد أيام قلائل جاء الأخ الذي سرق الزنابيل ، وأنشا خصومة مع الشيخ قائلا : انت سارق ، وقد سرقت زنابيل فلان . فسجد الشيخ دائما اذا غلط اخ وانكر عليع ، يسجد هو قائلا : أغفروا لي يا أخوتي هذه الغلطة . وكان كلامه علي الدوام بهدوء واتضاع وسكينة ، ولم يخاصم احدا قط ، ولا سبب وجع قلب لأحد قط في وقت من الوقات حتي ولو بكلمة صغيرة . + ذكروا عن أحد الاخوة أنه كان مجاورا لشيخ من المشايخ له فضل ، فكان يدخل في قلايته كل يوم ويسرق ما يجده فيها ، وكان الشيخ يفهم ذلك ولا يوبخه ولا يعاقبه ، بل كان يكد ويزيد علي وظيفته في عمله ، ويقول في نفسه :" لعل الأخ انما يفعل هذا بسبب الحاجة " ، وكان الشيخ شديد التعب الوفاة ، أحاط به الاخوة ، فنظر واذا الأخ الذي كان يسرق متاعه بينهم فقال له : ادن مني يا ابني واندفع يقبل يديه ويقول : يا اخوة أنا أشكر هاتين اليدين اللتين بهما أدخل ملكوت السماء . فلما سمع ا؟لأخ ذلك ، رجع الي نفسه وندم علي فعله ، وكان ذلك سببا في توبته + ذكر الطوباوي زوسيما : جاءني في بعض الأوقات أحد الاخوة الآخذين مني الاسكيم ، وكنت الاطفه لانه كان من الشبان المترفين ، فقال لي : يا معلم اني احبك فقلت له : اني لم أجد بعد من يحبني كما أحبه . انت قلت انك تحبني ، وصدقت في قولك ، ولكنك أ، عرض لك مني أمر لا تريده ، فانك سوف لا تثبت علي ما انت عليه الآن ، أما أنا فلا يغيرني عن المحبة عارض ما . وحدث ، بعد أن عبر زمان يسير ، أ، انفصل مني ، وصار يسبني كثيرا ويقول علي اقوالا قبيحة ، وكانت تبلغني ، فكنت أقول في ذاتي : أن هذا هو مكوي يسوع ، أرسله ليداوي تكبر نفسي ، وكنت أقول لمن يخبرني بهذا الكلام : انه انما يقول بما رأي من شروري التي كانت ظاهرة له ، أما قبائحي الخفية فلن يحصي عددها . وبعد زمان ، التقي بي في قيصرية ، وسلم علي كعادته ، أما أنا فقبلته ببشاعة ، كأن أم يبدو لي منه قبيح ، أما هو فسجد لي وقال :" يا معلم ، من أجل الرب اغفر لي ، فقد تقولت عليك يمثالب رديئة كثيرة " ، فقلت له وقتئذ أني ما وجدت من يحبني كما أحبه ، ووليتحقق قلبك انه ما خفي عني ما قتله ، ولمن قلته وفي أي وقت قلته ، وأن اردت قتله لك ، ولم تقل شيئا الا وسمعته كما هو قيل ، ولم يقنعني أي مقنع أن اقول فيك قولا رديئا ، ولم أترك ذكرك في صلواتي ، ,لكي تعلم صحة محبتي لك ، فقد حدث لي في بعض الأوقات ، أن اوجعتني عيناء وجعا شديدا فصليت وأنا منكب علي وجهي وقلت : ياربي يسوع المسيح اشفني بصلوات الأخ فلان . وفي الحال شفيت ، هذا هو جميع ما قتله للأخ . + قيل : مدح الآباء شخصا في وجهه بين يدي الأب انطونيوس فأراد الأب ان يمتحنه أن كان يحتمل الذم فلم يحتمل ، فقال : " هذا الأخ يشبه قرية مزينة من خارج ولكنها من داخل خاوية ، بل ملآنة من اللصوص " . ( ج ) قبول التأديب والتوبيخ + قال بعض الآباء : انه لا يوجد أفضل من هذه الوصية : لا تزدر بأحد من الأخوة . هوذا قد كتب : توبيخا توبخ قريبك ولا تأخذ بسببه خطية ، فأن علمت أن أخاك مخطيء ولم تخبره بغلطته وثبت فيها يموت بخطيته . ما أجود التوبيخ لا سيما اذا كان بمحبة واتضاع ، لا بمعيرة وازدراء . + قال أنبا انطونيوس : - أدب بخوف الله ولا تشفق . لا تأخذ بوجه كبير ولا صغير بل اقطع بكلام الحق باستقامة . - ادب ابنك بلا شفقة فدينونته عليك . + قال أحد الشيوخ : - أدبوا الأحداث يا أخوة قبل أن يؤدبوكم . + سئل القديس باسيليوس : - كيف ينبغي للانسان أن ينتهر ؟ . قال : - كما ينتهر الأب ابنه ، كالطبيب الذي يقصد شفاء المريض . + كما سئل : - كيف يجب أن يقبل الأنتهار ؟ . +فقال : - كما يقبل الولد تأديب والده ، والمريض مدأواة طبيبه . + قال أخ للأب بوقيوس : اني اوثره أن أهرب من الناس . فقال له الشيخ : " أن لم تستطيع تقويم نفسك وانت بين الناس ، فلن يمكنك تقويمها وانت وحدك " . + قال أنبا اثناسيوس : من يعاتبك ويوبخك علي زلاتك ، أحبه مثل نفسك ، واتخذه لك صديقا . + قال أيضا : من يشتم الذي يعلمه خلاصه ، فانه يشتم رجاء الله مخلصه . + قال شيخ : لأي شيء تحزن الذي يعلمك ، وتبغض الذي يحزنك ، فاعلم انه ليس هو الذي ظلمك وأحزنك ، ولكنه هو الشيطان ، فيجب عليك ان تبغض المرض ولا تبغض المريض . ( د ) عدم الغضب + قال القديس انبا انطونيوس : - ارفض الرد علي من يبغضك ولا تفكر في قلبك بشر . - لا تقاتل أحدا وان استفزك باطلا فلا تغضب . + قال القديس يوحنا القصير : - أحب بفكرك حبا فاضلا ذاك الذي يكلمك بكلام نافع . ولا تحزن من الذي يبكتك لئلا عدوا لكلمة الله . - لا تغضب من الذي يتعظم عليك لأنه قليل المعرفة ، لأن من قلة المعرفة يتعظم الأخ علي أخيه فكن هادئا لينا . كن منبسطا كي تحل عليك نعمة الله . كن ساكنا بين أخوتك كميت عادم كل غضب لأنه من الغضب تأتي الخطية . + سأل اخ الأب بيمن قائلا : " ما معني قوله : الذي يغضب علي أخيه باطلا ؟ " قال له : " أن أخذ منك شيئا ، وظلمك فيه وغضبت عليه بسببه ، فغضبك هذا يكون باطلا ، لنك غضبت لأجل أشياء باطلة ، اما ان اراد ابعادك عن الله خالفك فحينئذ اغضب جدا ، لأن غضبك حينئذ لا يكون باطلا ". + وسمع عن أنسان مرة أنه كان يواصل صوم ستة أيام لكنه كان يغضب فقال : " ان كان هذا قد تعلم كيف يطوي الأسبوع ، فكيف لا يتعلم كيف يبعد عنه الغضب؟ !" . + قال الأب مقاريوس : " أن كنت في حال ردعك غيرك تحرد وتغضب فأولي بك أن تشفي الملك أولا ، لأنه لا يليق أن تهتك نفسك لتخلص غيرك . + سأل أخوة الأب أرمانيوس قائلين : " ما يجب ان نتدبر ؟ " فأجابهم الشيخ " لا اتذكر اني سالت في وقت من الأوقات انسانا بأن يعمل شيئا ما لم اسبق فأجيل في خطاري اني لا أغضب متي خالفني ، ولم يعمل يما قلته له . وهكذا عشنا عمرنا كله بسكون وسلام " . ( هـ ) عدم الحقد + قال أنبا زينون :" ليس شيء يصيرنا مثل الله سوي عدمن الحقد ، وان نكون بلا شر قبالة الذين يسيئون الينا " . + قال شيخ : " من يحقد علي اخيه ، فقد حزن ذنوبه في ذاته ، وختم عليها " . + وقال آخر : " ليس شيء من الخطايا يستمر وجودهع بالفعل في الانسان سوي الحقد ، فان القاتل مثلا يكون زمان مباشرته بالفعل لخطيئة أقل بكثير من زمان تركه لها ، وكذلك الزاني والسارق وغيرهم ، أما الذي يحقد ، فانه أن كان جالسا أو راقدا أو ماشيا أو متكلما أو ساكنا أو صائما او آكلا أو في سائر حالاته وأوقاته فالحقد لا يزال ملازما لقلبه ، فمثل هذا الأنسان ، صلاته باطلة لأنه يطلب الغفران وهو لا يغفر حتي ولو سفك وجهه كالشهداء ، لأن الرسول قد قال : أن هذه كلها لا تغير شيئا مع عدم الحب ، ولا حب مع الحقد " . + قال القديس باخوميوس : - أجعل لك سلامة بينك وبين اخوتك فيسكن الرب في قلبك . - لا تحقد علي الناس لئلا تصبح مرذولا من الله بل اجعل لك سلاما مع أخيك لتكون محبوبا من ربك . - اذا صرت طاهرا في كل شيء ولكن بينك وبين اخوتك عداوة فأنت غريب عن الله ، لأنه مكتوب : " أتبعوا السلامة والقداسة اللتين بدونهما لا يعاين أحد الله " . وقد قال الرب : " أغفروا يغفر لكم . فأن لم تغفر لأخيك لا يغفر هو لك " . لنه يقول : هكذا يصنع بكم ابي السماوي أن لم تغفروا لاخوتكم من كل قلوبكم . فأن حقدت علي اخيك فهيء نفسك للعذاب لأنه يقول : " أنه أسلمه للمعذبين " الآن قد صرنا مسكنا للاله الصالح بالعماد . فلا ندعه يتركنا بأعمالنا السيئة . لأن كل الذين جازوا في البحر الأحمر بادوا في القفر لأنهم قاموا ارادة الله ، وتبعوا أغارض قلوبهم . - اذا اكمل الانسان جميع الحسنات وفي قلبه حقد علي اخيه ، فهو غريب من الله + قال شيخ : " أن الذي يخاصمه أخوه ولا يحزن قلبه ، فقد تشبه بالملائكة ، فان خاصمه هو ايضا ثم رجع وصالحه من ساعته فهذا هوعمل المجاهدين ، فأما الذي يحزن اخوته ويحزن منهم ويمسك الحقد في قلبه ، فهذا مطيع للشيطان مخالف لله ، ولا يغفر له الله ذنوبه اذا لم يغفر هو لاخوته " . 2- المحبة لا تطلب ما لنفسها + قال مار افرام :" من يشاء أن يعيش في كل موضع عيشة سلامية ، فلا يطلب نياحه بل نياح رفيقه بالرب ، فيجد النياح " . + قال شيخ : " أن عملت عملا وسط جماعة ، وعرفت أنه يحدث عثرة وشكا ، فأسرع واستره ، ولا تتوسع فيه ، ليعبر بغير قلق " . + قيل عن الأب يوحنا السرياني : " أنه كان عديم الشر حملة ، فقد حدث في بعض الأيام ان اقترض دينارا من بعض الأخوة ، وابتاع له كتانا ليعمله ، فأتاه أحد الأخوة ، وطلب منه ان يعطيه بعضا من الكتان ، فأعطاه بفرح ، وساله آخر ، فأعطاه بانبساط ., وأخيرا أتاه صاحب الدينار طالبا ديناره . فقال له الشيخ : " ها أنا مهتم برده اليك " . وللوقت ، قام منطقة الي أنبا يعقوب – صاحب الدياكونية – ليأخذ منه دينارا ليدفعه للأخ ، وفي طريقه اليه ، وقع بصره علي دينار مطروح علي الأرض فلم يأخذه ، بل صلي صلاة وعاد الي قلايته . فرجع اليه الأخ مطالبا اياه بالدينار ، وألح عليه في الطلب ، فقال له الشيخ : " ها أنا ماض لأحضره لك " وقام ومضي ، فوجد الدينار في نفس المكان مطروحا ، فصلي صلاة وأخذه ، وجاء به الي انبا يعقوب . وقال له : " انه في كل مرة مطروحا ، فصلي صلاة وأخذه ، وجاء به الي أنبا يعقوب . وقال له : " أنه في كل مرة أجيء فيها اليك ، أجد هذا الدينار مطروحا علي الأرض ، فاصنع محبة ، وناد في جميع الجبل لئلا يكون قد سقط من أحد الخوة " فنادي فيكل ذلك الجبل ، فلم يوجد أحد ضاع منه دينار . فقال الشيخ لأنبا يعقوب : " أني مديون لفلاح الأخ بدينار ، فادفعه له ، لأني كنت آتيا اليك لأتصدق منك دينارا لارده له " . فعجب أنبا يعقوب كيف كان مدينا ، ولم يأخذ الدينار الذي وجده ، ليوفي دينه .وكان كل ما ياتيه طالبا شيئا يعطيه ، لكنه لم يكن يعطي بنفسه ، بل كان يقول للسائل : " ادخل انت خذ ما تريد واذا رد له احد شيئا كان يقول له : " ضعفه موضع ما اخذته : . اما الذي لا يرد له ، فما كان يطالبه قط " + أخوان ذهبا الي مدينة ليبيعا شغل أيديهما فلما دخلا المدينة ، افترقا بعضهما عن بعض بحيلة من ابليس ، فوقع احدهما في الخطية ، ولما فرغا من شغلهما ، ألتقيا ، فقال الدي لم يخطيء للأخر : " هيا بنا نمضي الي الدير " فقال ذاك : " لست أريد المضي الآن ؟ " فلما سمع أخوه ذلك انزعج وقال له : " لماذا لا تريد المضي الآن ؟ " فأجابه : " اني لما افترقت عنك وقعت في الخطية : فأراد أخوه أي يريح نفسه ، فقال له : " أما أنت فلم تبق عليم هطية لأنك اعترفت بخطيتك ، وأما انا فأني وقعت في الخطية ، ومن عظم الكبرياء امتنعت عن ان اقول لك ، ولكن أمض بنا الي الدير لنطلب التوبة ، فأتيا الي الدير ومضيا الي الشيوخ ، واعلموهم بما أصابهما ، وطلبا التوبة ، فوضعوا عليهما قانونا متعبا ، وكان الأخ الذي لم يخطيء ، يصنع القانون . ويقول : " هذا التعب ليس لي فيه شيء ، بل احسبه يارب بدلا من خطئة أخي ، فلما نظر الله محبته لأخيه ، وما يقاسيه من التعب عنه ، كشف لبعض الشيوخ أمرهما وقيل له في الرؤيا : من اجل محبة الأخ الذي لم يخطيء ، غفر الله للذي أخطأ " . + وجاء خبر عن أخوين : قوتل أحدهما بالزنا .. فقال لأخيه : يا أخي ، اني منطلق الي العالم . فبدأ أخوة يبكي ويقول : " لا أتركك تذهب الي العالم لئلا تتلف تعب رهبانيتك وبتوليتك " . فأبي أن يقبل منه وقال له : " أما أن تتركني أمضي وحدي . وأما أن تجيء معي " . فذهب اخوه وحدث أحد الشيوخ بحاله ، فقال له الشيوخ : " اذهب معه . فان الله من أجل تعبك لا يتركه يقع في الزنا" فلما بلغوا القرية ، رفع الله عنه قتال الزنا من أجل تعب اخيه وعنائه معه . واذ به يخاطب اخاه قائلا : " هب اني وقعت في دنس الخطيئة ، فأي ربح لي من ذلك ؟ " ثم أنهما رجعا الي قلايتهما وحمدا الله علي خلاصه وحسن صنيعه معهما . ( أ ) زيارة المرضي + قال القديس انبا أنطونيوس : اذا قمت باكرا كل يوم أسأل عن المرضي الذين عندك . ( ب ) الخدمة + سأل اخوة الأنبا انطونيوس : ان كان جيدا أن يكتفي الراهب بنفسه اذا فلا هو يخدم أحدا ولا يدع أحدا يخدمه كذلك . فقال : أن الرب علمنا ان نخدم اخوتنا كما يخدم العبيد سادتهم . وكما شد هو وسطه وغسل أرجل التلاميذ لا نمتنع من ان نخدم . لأن بطرس لما امتنع من غسيل ردليه قال له السيد أن لم اغسلك فلن يكون لك نصيب معي . + اخبروا عن "انبا تاؤدورس : أنه لما كان شابا وهو يسكن في البرية قام ذات يوم يخبز لنفسه خبزا . فوجد أخا ليس له من يعمل له خبزا اذ لم يكن يجيد صناعة الخبز فترك أنبا تاؤدورس خبزه وعمل خبز ذلك الأخ ، وجاء ايضا أخ آخر فخبز له خبزه . وبعد أن أراحهم ، حينئذ عمل خبزه أيضاً . + كان أنبا أبللو : اذا جاءه أحد الاخوة طالبا معونته في عمله ، فانه يمضي معه بفرح قائلا : " لقد حسبت اليوم مستحقا لأن اعمل مع الملك المسيح ، وذلك أفضل جدا من نفسي " . + أخبروا عن اخوين روحانيين ساكنين بعضهما مع بعض وأن بعض وأن احدهما أقتني له عظم محبة في رفيقه جدا في كل شيء وكان ينيح أخاه حتي أنه كان يخرج فراشه في الشمس ويفرشه ويحرص في خدمته . وهو واثق من أجل من أجل حب المسيح ان ك ما يصنعه معه يصنعه مع المسيح فاستحق حسنة عظيمة من الله . لأجل حبه الذي بلا رياء ونظرا لنموه الصالح ، أرسل اليه ملاكا لكي يباركه وأن الأخ لم يحتمل ان يقبل منظر الملاك لأجل بهاه . ثم جعل في نفسه أنه غير مستحق ثم بدأ يقول للملاك لعلك ارسلت الي اخي لأني غير مستحق لهذا وكث الملاك قائما لكي يباركه . فلما بدأ يقاطع علي الملاك ، تعجب من أتضاعه الكثيرو أن الأخ عاد وقال للملاك : أن كان الرب أرسلك بحق لكي تباركني وأنا غير مستحق فبارك علي اخي الذي معي وأنا اؤمن أني قد بوركت . فلما رأي الملاك عظم محبته تعجب منه . ثم قال له : الناموس امر أن تحب رفيقك أكثر من نفسك من أجل هذا ضابط الكل هو الذي يباركك . ولما قال هذا أذ صوت جاء من السماء من فم الرب وهو يبارك علي الأخ قائلا : " مباركا تكون " ( ج ) الطاعة + قال القديس يوحنا القصير : لا ترد الجواب علي أمر تؤمر بأدائه بل كن مطيعا في كل شيء لكيما تحب من كثيرين . ( د ) الصدقة + قال القديس أنبا أنطونيوس : صدقتك أعطها لفقراء ديرك . + قال القديس أنبا موسي الأسود : الصدقة بمعرفة تولد التأمل فيما سيكون وترشد الي المجد . أما الانسان القاسي القلب فانه يدل علي انعدامه من أي فضيلة . قساوة القلب تولد الغيظ والوداعة تولد الرحمة . اعط المحتاجين بسرور ورضي لئلا تخجل بين القديسين وتحرم من أمجادهم . احب المساكين لتخلص بسببهم في أوان الشدة . ( هـ ) حب قريبك كنفسك + قال القديس موسي الأسود : لنكرم أقرباءنا في كل الأمور لنخلص من الدينونة . لنحب الكل بمحبة خالصة فنخلص من الغيرة والحسد فالمحبة هي مصدر كل صلاح . + قال شيخ : " أن من لا يقبل الاخوة جميعهم بمساواة بل يفرق ، فلن يستطيع أن يكون كاملا " + وقال آخر : " ما تكرهه لنفسك ، لا تقله لآخر ، فأنت تغضب علي من ينم عليك فلا تنم أنت علي احد . أنت تبغض من يكذب عليك ، فلا تكذب علي أحد ، أنت تبغض من يشتمك ، فلا تشتم أنت أحدا ، فمن له أنان تحفظان هذه الأمور فأنها تكفيه " . + كذلك قيل : ان كنت بالمسيح ولدت ، فكذلك اخوك . وعلي ذلك فأكثر من أخيك لا تحب نفسك في شيء ما . ( و ) الافتقاد أو الزيارة سؤال :" أخبرني يا أبي كيف أفتقد الأخ ؟ " الجواب : افتقاد الأخ جيد ، والكلام البطال رديء ، وهذا الأمر يأتي بك الي التجربة / فافتقد اذن أخاك ، وتحفظ من الكلام البطال ، وليكن حديثكما في أخبار الآباء السالفين ، وفيما كانوا يعملونه ، وتقول له : " كيف أنت ؟ وكيف حالك يا أخي ويا أبي ؟ " ، ولا تلتمس منه سوي كلام الحياة فقط ، وقل له : " صل علي ، فأن لي خطايا كثيرة وما شاكل ذلك ، واعمل للحين مطانية وانصرف من عنده بسلام " . 3-المحبة لا تفرح بالاثم ولا تظن السوء + قال أنبا بيمن : " الشر لا يغلب بالشر ، وان أساء اليك انسان فاحسن أنت اليه . فانك أنت باحسانك اليه ، تسأصل ، لأنه لا ينبغي أن تكافيء شرا بشر " . + سأل أخ القديس يوسف قائلا : " ماذا أعمل فانه لا يمكنني أن أتعب أو أعمل او أتصدق " ؟ فقال له الشيخ : " ان لم يمكنك العمل فاحفظ قلبك ونيتك من كل ظن سوء بأخيك فتخلص لأن الله ريد النفس ألا تكون خاطئة " . ( 1 ) عدم الادانة + قال القديس موسي الأسود : لا تكن قاسي القلب علي أخيك فاننا جميعنا قد تغلبنا الأفكار الشريرة . أياك ان تسمع بسقطة احد اخوتك لئلا تكون دنته خفية . احفظ سمعك لئلا تجمع لك حزنا في ذاتك . خير للانسان أن يضع نفسه للموت من أن يضع جاره ، ولا يدينه في شيء ما خير للانسان أن يموت عن كل شر ولا يحزن أحدا قبل رحيله عن الجسد . + وقال أيضاً : مكتوب انه لما قتل الرب ابكار المصريين لم يكن هناك بيت خال من ميت فسأله الأخوة قائلين ما معني هذا ؟ فقال الشيخ : اذا علمنا أننا كلنا خطأة فلنحذر من أن نترك خطايانا وندين خطايا القريب لنه من الجهل حقا أن يكون لانسان في بيته ميت فيتركه ويذهب ليبكي علي ميت جاره . فانظر خطاياك أولا واقطع اهتمامك بكل انسان ولا تحتك بانسان ولا تفكر بشر علي انسان ولا تمشي مع النمام ولا تصدق ملام النميمة بخصوص انسان . + قال القديس انبا أنطونيوس : لا تفتر علي أخيك ولو رأيته عاجزا عن اتمام جميع الفرائض ، لئلا تقع في أيدي اعدائك وتفعل الخطايا القديمة التي فعلتها . اياك أن تعيب أحدا من الناس لئلا يبغض الله صلاتك ولا تعير أحدا مهما كانت الأسباب . + أدعوا مرة علي أخ في دير بأنه زني . فخرج من ديره وجاء الي أنبا أنطونيوس . فجاء اخوة ديره ليروه وبدأوا يوبخونه بأنه فعل كذا وكذا اما هو فأجاب بأنه لم يفعل شيئا من هذا ، واتفق أن أنبا بفنوتيوس كان هناك . فقال لهم مثلا : رأيت رجلا علي شاطيء النهر وقد رموه في الطين الي ركبه فجاءه قوم ليساعدوه فغطسوه الي كتفيه .. فلما انبيء أنبا أنطونيوس بكلام بفنوتيوس قال : أن الرجل قادر ان يشفي ويخلص النفوس .. فلما سمع الأخوة ندموا علي الكلام الذي قالوه وصنعوا مطانية للخ وحملوه الي ديره . + قال اخ لشيخ : " لماذا لا استطيع مساكنة الأخوة ؟ " فقال : " لأنك لا تتق الله ، فلو تذكرت المكتوب : ان لوط تخلص من بين أهل سدوم ، لأنه لم يكن يدين أحداً منهم " فلو تذكرت ذلك ، لا تستطع الاقامة أينما شئت ، حتي ولوبين الوحوش . + قال أنبا تيموثاوس : " المحبة لا تعرف أن تدين رفيقها . ولا تكافيء بالسيئات " . + سأل أخ شيخا قائلا : " أن سكنت مع الأخوة ، ورأيت منهم امرا غير لائق فهل تشاء أن أتكلم ؟ " قال الشيخ : " أن كانوا هم أكبر منك أو في مستواك ، فسكوتك خير لك ، لأنك بسكوتك تخلص" فقال الأخ : " فماذا اعمل أيها الأب ، لأن الأرواح تقلقني بأن أتكلم ، وهكذا تجدني متعبا " . فقال له الشيخ : " أن كان ولابد فاذكرهم مرة باتضاع وذلك بأن تؤخر ارادتك وتخضع لله ، محاطا لنفسك ألا فيهم بنميمة وعندي ان السكوت افضل ، لأنه دليل علي الاتضاع" . ( ب ) لنوم أنفسنا + قال القديس باسيليوس : " عاتب نفسك فهذا أفضل من أن نلوم ذواتنا ، ورجعنا باللائمة علي القريب منا ، واصبح كل واحد منا يحرص ويجتهد في أن يرجع السبب علي أخيه في كل امر ويطرح ثقله علي قريبه . كما صار كل واحد منا متهاونا ، وفي نفس الوقت نطالب بحفظ الوصايا ، مع اننا لا نحفظ شيئا منها " . + حدث في أحد الأيام : أن جاء شيخ أخوان غاصبان علي بعضهما وشكا اليه الأكبر منهما قائلا : " أني اذا أمرت أخي بعمل شيء ، فأن أمري هذا يحزنه ، كما أني أحزن كذلك مفتكرا أنه لو كان كاملا في محبته لي لكان يقبل ما أقوله بفرح " . أما الأصغر. فقال : " يا ليته يكلمني بحسب مشيئة الله ، لكنه يأمرني بسلطة حسب مشيئته ، ولذلك لا يوافقني قلبي علي طاعته بحسب ما أوصي به الآباء " . فقال الشيخ : " يعلم الله اني متحير كيف أن الاثنين يلوم كل منهما الآخر ، كما يحزنان دون أنم يلومهما أحد، فعوض أن يرجع الواحد منهما باللائمة علي نفسه. ويقول : " حقا أني بسلطة أكلم أخي ولذلك يحزن " نراه بالعكس يقول : " أنه لم يكن كاملا في محبته لي " . كذلك الاخر فعوض أن يقول : أن أخي يكلمني بحسب مشيئة الله لمنفعتي " نراه بالعكس أيضا يقول : " أنه يأمرني بسلطة حسب مشيئته " وهكذا بقي الاثنان حزينين بدون وجه حق ، وذلك لأننا نستعمل أقوال آبائنا باعوجاج حسب نياتنا الخبيثة ، فكل واحد منا يلقي الذنب علي رفيقه ، ولذلك لا ننجح ولا نفلح " . + قصد راهبان أحد الشيوخ . وكان أحدهما شيخا والآخر شاباً ، فشكي الأكبر من الأصغر ، فنظر الشيخ الي الشاب متأملا . وقال له : " أصحيح ما قاله عنك ؟ " فقال: " نعم يا أبانا لأني أحزنته ثم فكر الشاب في قلبه وندم علي ما قاله ، وقال : " لست أنا بل هو الذي أحزنني الا اني جعلت اللائمة علي نفسي بكلامي " ، وتوقف ولم يقدر أن يجيب بشيء آخر ، وأن الشيخ صاح بصوته ، فقالوا له :" لماذا صحت يا أبانا ؟ " فأجاب ك " بأنه عند دخول هذهين الراهبين عندي رأيت شيطانا واقفا وبيده قوس ونشاب ،وكان ينشب نحوهما ، وما كانت النشابة تصيب سوي ثيابهما ، فلما تذمر الشاب ، أرسل الشيطان النشاب نحوه فكادت تقتله ، من أجل ذلك كان صراخي هذا عليه كيلا يقتله : ، ثم أن الأخوين سألا من الشيخ شفاء العارض . فقال لهما الشيخ : " متي وقعت بينكما خصومة فتذكرا الشيطان ، فكيف تاثير الخطية عنكما " فعاد وفعلا ذلك وشفيا . ( ج ) عدم النميمة والوقيعة + قال انبا مرقس :" كل ما تقوله خلف أخيك ولا تقدر أن تذكره قدامه ، فهو نميمة وسعاية كما أن كل اهتمام لا يفض الي اصلاح العبادة ، هو اهتمام عالمي " . + قال شيخ : ان كل كلمة يتكلم بها الانسان ولا يستطيع أن ينطق بها قدام أخيه ، تعتبر نميمة ووشاية " . + من كتاب الدرجي : " سمعت نمامين ، فلما زجرتهم قالوا لي بأنهم لا يفعلون شرا ، وأنما يفعلون ذلك محبة وشفقة علي اولئك الذين يتكلمون في حقهم ، أما أنا فقلت لهم : ليست هذه محبة لكنك أن كنت تحبه حقا ، فصل من أجله خفية ولا تهج أو تسب أحداً " . + قال أنبا مطرا : " الامساك الذي هو أفضل من امساك البطن ، والذي يجب أن تجذب نفسك اليه هو هذا : أن لا تأكل لحم انسان ولا تشرب دمه بالوقيعة " . + قال أنبا شيشاي : " أن بالنميمة أغوت الحية حواء وأخرجتها من الفردوس ، وآدم معها ، فمن بصاحبه ( ينم ) فأنه يهلك من يسعه ونفسه لا تنجو " . + قال الآب ايرايس : " أنه جيد ان يأكل الانسان لحما ويشرب خمرا ، ولا يأكل لحوم الاخوة ويشرب دماءهم بالوقيعة فيهم " . + وقال أيضاً : " كما أن الحية لما ساررت حواء أخرجتها من الجنة ، كذلك يشبهها ذلك الذي يقع بقريبه ، في انه يهلك نفس سامعيه ، ونفسه كذلك لن تفلت . سؤال : ما هي خطية الوقيعة ؟ " الجواب : أن خطيئة الوقيعة من انها الا تترك صاحبها يحضر قدام الله " لأنه مكتوب : " أني كنت أطرد من كان يعاتب صديقه سرا " . 4- المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ + قال شيخ : " أن كلمت انسانا كلمة تنجسه بها ، لكنه لم يحس فلا تتب اليه ولا تعطيه مطانية ولا تقلق الأخ " . + قال أحد الشيوخ : " عود نفسك يا أبني عند كلامك عن الرهبان أن تقول : أن هذا اخير مني وهذا أحرص مني في رهبانيته ، وهذا ابر مني " ، علي أن تقول ذلك بنية صادقة من كل قلبك ، لأن ذلك يجعلك تنظر ذاتك تحت الخليقة كلها ، وحينئذ يسكن فيك روح الله، أما أن كنت تزدري باخوتك وتحتقرهم وتعد نفسك شيئا وتستكبر ، فإن نعمة الله تبعد عنك ، وتسلم الي دنس الجسد الذي يقسي قلبك مثل الحجر " . ( أ ) رفض الكرامة واحترام الكل + قال القديس يوحنا القصير :ليكن كل واحد كبيرا في عينيك ، ولا تهن الذين هم أقل منك معرفة . كن مثل ابن بين اخوتك كي تكون محبوبا عند كل الناس . هوذا شيء رديء جدا يفسد علينا النقاوة بالكلية وهو حب الرئاسة والكرامة والمدح من الناس ،؟ فان كل هذه الأوجاع عظيمة ورجاء كاذب وقليلون هم الذين يتخلصون منها بالسكوت لأنها أشر من اللذات وشره البطن . فأما حب الرئاسة والكرامة الحاضرة والسبح الباطل والارتباط به فأنه من العسير الانحلال منها لن هذه اوجاع تلبس الانسان بلا نهاية فلا تطلب نحن رئاسة في هذا العالم الزائل المظلم الأرضي ، فأن رئاستنا نحن وكرامتنا في العالم المضيء السمائي وحب المسيح ربنا وحده هو يخلصنا من هذه الأوجاع . لا تطلب كرامة من أحد ، لكي تتضع لكل الناس ، كن صغيرا بثين الناس لكيما تكن فاضلا عند ربك ، ولتكن عند نفسك دون الكل . ( ب ) علاقة الأب بإبنه ليكن الأخ الذي يقيم معك مثل ابن وتلميذ ، وأن هو اخطأ وأفسد شيئاً فعظه واكشف له خطأه لكيما يرجع عنه ، وأن هو – كتجربة – نيح آخر أكثر منك فلا تحزن ، فلعل الله أراد ذلك . فأصبر لكل منحة لأنه بالصبر علي الأحزان نقتني انفسنا ، وبالأحزان نشارك يسوع في أوجاعه واذا شاركناه في أوجاعه ، فأننا نشاركه في مجده . كذلك عظ ابنك بخوف الله ، صافحا عن خطايا اخيك ، ألا تعلم أن الشيطان يريد أن يبليك بالغضب بسبب الأخ الذي معك قائلا لك : " أن كلمته مرة ومرتين فاتركه يعمل حسب هواه وكن بلا هم كما قال الآباء " ، فاعلم أن هذا الفكر ليس يحسب مشيئة الله ، لأنك قد تجمع وتستزيد النعمة في ايام كثيرة فلا تفرغ الكيس منها في لحظة واحدة فتبقي مفلسا . أما طول الروح الذي بحسب مشيئة الله ، فهو بالصبر الي التمام بدون قلق ، وأما طول الروح الكاذب الذي أصابك من خداع الشيطان ، الذي يولد للأخ سجسا وغضبا ، فأنه يصيب قليلي الرأي . وهذا ما أقوله لك ، فاذا علمت أنك مع تلميذك مثل الأب مع ابنه ، فبدلا من أن تضرب معرفة الأخ دفعة واحدة كل يوم وتعرفه خطأة كما هو واجب عليك ، نراك وقد صيرته بسكوتك لا يعلم غلطه ، وبعد أن تطيل روحك عليه أياما كثيرة ، اذا بك تضربه واحدة في موضع يصيب منه مقتلا ، فتنزع روحه منه ، فأعلم يا أخي أنك مخدوع ، اذ تقول أن خطايا الأخ كائنة حقا . فقل لي : " أذا كنت تعلم باستقصاء ان خطاياه حق ، فهل وصفت له العلاج ليصح منها ؟؟ " أليس هذا من الاعجاب والكبرياء ؟ وأيضا بشأن أي الخطايا قال الرب " أن لم تتركوا للناس خطاياهم ، لا يترك لكم أبوكم خطاياكم " اليس بشأن الخطايا الحقانية ؟ فكيف تدين أنت أخاك من أجل ما لا صحة له ، فأنت تلقي نفسك في أشد العذاب . لأنك اذا طالبت أخاك هكذا ، طالبك الله بشأن خطاياك ، فأما المكتوب فهو " لا تدع الشمس تغرب علي غيظكم ، زاحملوا ثقل بعضكم بعضا " ، فأما المكتوب فهو " لا تدع الشمس تغرب علي غيظكم ، واحملوا ثقل بعضكم بعضا " ، وكيف يخدمك الأخ ، أليس ذلك من شأن الله ؟ فاذا قرعت فكره ، فامسك أنت لفكرك ، ولا تحسب نفسك شيئا ، وأنت تتنيح ، وقاتل الأفكار التي تجلب لك السجس وأنت تعان . سؤال : اني قد وعظت الأخ بحب الله ، وقد تسجست بسبب كونه لم يقبل مني ، فماذا أعمل ؟ . الجواب : أنت لا تفهم ما تقول ، فأن كنت من أجل الله وعظته فكيف تستجست ؟ لأن العظة من أجل محبة الله لا تدع الانسان بستجس ، حتي ولو وقع الموعوظ في الواعظ لا حتمل ثقله ولم يتسجس ، وأنما كل عظة تدع السجس يدخل في قلب فهي ليست في ذات الله ، لكنها شيطانية ، مختلطة بتزكية الذات ، فقد بان اذن أن الأمر تجربة ، ولكن الله يبطلها عنكما ويمنحكما معرفة لتفهما حيل العدو وينجيكما بدمه ، فصليا من اجل " . سؤال : يا أبي ، أن الأخ يحتقرني جداً ، وأحب أن أبدله بتلميذ آخر أو أبقي وحدي ، لأن فكري يقول لي : " لو كنت وحدك ما كنت تحزن " . الجواب : لا يجب أن تقبل تزكية نفسك ، ولا تقل : لو كنت وحدي ما كنت احزن ، لأنه لا يكون خلاص بدون أحتزن ، لأنك بقولك هذا تبطل الكتاب القائل : " كثيرة هي احزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب " وأيضاً " كثيرة هي جلدات الخطأة " فأن كنت صديقا أو كنت خاطئا ، فواجب عليك قبول الأحزان ، وليست هناك أشياء يتساوي الأمر في فائدتها مثل الأحزان ، لأن الأحزان هي مقدمة الخلاص ، لأن الرسول يقول : " أننا بأحزان كثيرة ندخل الي ملكوت السموات : ، فالذي يطلب النياح في كل شيء ليسمع : أنك بأحزان كثيرة تدخل الي ملكوت السموات " ، فالذي يطلب النياح في كل شيء ليسمع " أنك قد أخذت خيراتك في حياتك " فان كان ربنا قد صبر من أجلنا علي الأوجاع ، فواجب علينا أن نصبر علي الأحزان لنكون شركاءه في آلامه المحييه ، أما بخصوص استبدال تلميذك بتلميذ أخر ، فالأمر واحد ، لأنك إذا اتخذت آخر ، وصادفك منه ما يحزنك ، فما عملت شيئا فيجب عليك أذن احتمال التلميذ الذي لك ، وسياسته ، ويلزمه هو القبول منك ، علي أن تحتمل أنت ثقله بخوف الله . |
17 - 05 - 2012, 11:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شكرا على الموضوع الرب يبارك تعب محبتك
|
||||
18 - 05 - 2012, 04:50 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المشاركة المثمرة ربنا يفرح قلبك |
||||
|