ظن طوبيت أنه ليس من أحدٍ غيره يذوق نفس المرارة مثله، ولا يوجد أحد سوى الله وحده الذي يعرف تمامًا مرارة نفسه، وعوزه، ومشاعره الخفية.
لم يدرك أنه في ذلك اليوم، وربما في ذات الساعة كانت قريبته في أحمتا بميديا تمارس نفس الشيء، فقد تمرَّرت نفسها من تعييرات جواريها، لأنهن حسبن أنه بسببها قُتِل الرجال السبعة يوم دخول كل منهم عليها في ليلة زفافها. إنها ابنة وحيدة ليس لها أخ أو أخت. وقد شاع أمرها، فصار يخشى أي شاب أن يتقدَّم للزواج منها. لم يعد لوالديها أقرباء بجوارهما؛ فمن الذي يرثهما بعد موت ابنتهما؟!
انطلقت الصلاتان معًا وكأنهما توأمتان في صحبة روحية رائعة، وإن كان طوبيت والفتاة سارة لم يعرفا بعضهما أو يسمع أحدهما عن الآخر، لكن الله سمع صلاتهما. إنها صلاة جماعية وعلاج مشكلة الواحد هي حلّ لمشكلة الآخر. فابن طوبيت تزوج سارة، وصارت العائلتان في سعادة تحت رعاية الله نفسه.
لقد دخلت الصلاتان في حضرة الله في وجود رئيس الملائكة رافائيل الذي سُرّ أن يختاره الله ليظهر في نينوى في صورة عاملٍ أجيرٍ، يقوم بخدمة الأسرتين!