"يا رب علمنا أن نُصلّي كما علّمَ يوحنا تلاميذَه،
فقال لهم يسوع: إذا صلِّيتُم فقولوا:
أبانا الذي في السماوات..." (لوقا ١١: ٤)
إنّ بعض الآباء القدّيسين، كيوحنا الذهبي الفم و مكسيموس المعترف، وديونيسيوس الأريوباجي وغيرهم أطلقوا لفظة "أبانا" على الثالوث القدّوس. فالنداء، في قسمه الأوّل، يدلّ، آبائيًّا، على العلاقة التي تربط الله المثلّث الأقانيم، ويُدخلنا في عمق معرفته، لأنّ نداء "أبانا" لا يضعنا في خطّ عموديّ حصرًا، ولكن أفقيّ أيضًا، أي انّه لا يدلّنا على هذه العلاقة الثالوثيّة أو يطلب منّا اعترافًا بأنّ الله هو أبو يسوع أزليًّا فحسب، بل أيضًا على كون الله هو أبو جميع البشر، وأنّ إرتباط البشر بعضهم ببعض هو، بيسوع المسيح، إرتباط أخويّ. يقول ثيودورس أسقف مصّيصة في مقدّمة شرحه الصلاة الربّيّة: "لذلك عليكم أن تقدّموا ما يجب لا للآب فقط، بل عليكم أيضًا أن تسالموا بعضكم بعضًا أنتم الإخوة، وجميعكم في قبضة يد أبٍ واحد".