![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "مجاري الأنهار تفرح مدينة الله" [4]. إن كانت كلمة الكرزاة تزعزع الأرض وتنقل الجبال وتهيج البحار، إنما لتُحطم الشر وتقيم أرضًا مقدسة، جبالًا ثابتة تحمل "الجبل" (السيد المسيح) على قممها، وتحول مياه البحار المالحة والمضطربة إلى أنهار عذبة تفرح مدينة الله. تقيم كنيسة المسيح: الأرض الجديدة التي يسكنها الله، والجبال المقدسة، ومياه الروح التي تفيض لتروي! يقول الإنجيلي: "وقف يسوع ونادى قائلًا إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب؛ من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ؛ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطى بعد" (يو 7: 37-39). تحدث يوئيل النبي عن هذا النبع العذب، قائلًا: "ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيرًا، والتلال تفبض لبنًا، وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماءً، ومن بيت الرب يخرج ينبوع ويسقي وادي السنط" (يوئيل 3: 18). هذا الفيضٍ يُدمّر الشر ويهدم الإنسان العتيق بأعماله، ويبني الإنسان الجديد وينميه، واهبًا الكنيسة ككل والأعضاء حبًا سماويًا وفرحًا وسلامًا. وكما يقول الرسول: "لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون؛ لهؤلاء رائحة موت لموت، ولأولئك رائحة حياة لحياة" (2 كو 2: 15-16). يرى العلامة أوريجانوسأن النهر هو الروح القدس الذي يحمل إلى المؤمنين (الأشجار المغروسة على ضفافه) الكتابات الإنجيلية والرسولية، وأيضًا المعونة التي يُقدمها السمائيون إليهم من قبل الله. ويحدثنا القديس أمبروسيوس عن هذا النهر الذي يُحيط بنا (يونان 2: 3) بكونه الروح القدس الذي يروي أورشليم السماوية، الذي يفيض على الكنيسة بالسيد المسيح المصلوب. الروح القدس هو النهر، النهر الوفير، النهر العظيم الذي يفيض دومًا وبلا انقطاع... فإن أورشليم السماوية لا ترتوي بنهر أرضي بل بالروح القدس . لا تُروي تلك المدينة، أورشليم السماوية، بقناة أو بنهرٍ أرضي، بل بالروح القدس... والذي يكفي رافدٌ قصير منه لإروائنا بمياهه، هذا الذي يفيض بأكثر غزارة وسط تلك العروش السماوية والسلطات والقوات والملائكة ورؤساء الملائكة، إذ يتدفق في ملء جريان فضائل الروح القدس السبع. فإن كان نهر مرتفع يفيض على ضفافه ويتدفق، كم بالحري يكون الروح الذي يفيض على كل مخلوقٍ حينما يلمسه، وكأنه يمسُّ سهول أذهاننا المنخفضة فيبهج طبيعة الخلائق السماوية بفيض تقديسه. العهد القديم بئر عميق تُسحب منه المياه بالجهد... أما العهد الجيد فليس بنهر فحسب وإنما "وتجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو 7: 38)، أنهار تأمل، أنهار روحية. القديس أمبروسيوس توقفت الأمطار النوية (نش 2: 11) لكن ليس لخسارة المؤمنين بل لمزيد من الفائدة للكنيسة، لأنه ما حاجتنا إلى الأمطار حينما تفرَّح مجاري الأنهار مدينة الله؟ حينما يفيض نبع مياه حياة أبدية وذلك في قلب كل مؤمن ؟!العلامة أوريجانوس مجاري المياه أيضًا هي المعمودية (وسرّ المسحة) التي خلالها ننعم بالنبوة لله ونتمتع بسكنى الروح القدس الذي يُقدسنا كأعضاء جسد المسيح |
![]() |
|