منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2022, 06:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

مزمور 45 - بُحسنك وجمالك استله وانجح وأملك





"تقلد سيفك على فخذك أيها القوي؛
بُحسنك وجمالك استله وانجح وأملك" [3].
هنا نلاحظ الآتي:
1. لا يمكن أن يكون الحديث هنا خاصًا بالملك سليمان الذي كان رجل سلام لا قائد حرب.
2. يربط المرتل بين جمال الملك المحارب واستلاله السيف لينجح ويملك، الأمر الذي لا ينطبق على أي إنسان محارب، لأنه أي ارتباط بين جمال الإنسان وقدرته على الحرب؟! واضح هنا أن الحديث خاص بمعركة الصليب، فإن ربنا يسوع المسيح قائد حربنا الروحية ضد عدو الخير إبليس، والذي وحده بلا عيب، كليّ الجمال، يستل سيفه كعريس سماوي جميل ليقتل فينا ما هو قبيح، أي فسادنا، وبهذا يقيم مملكته في قلوبنا، معلنًا ذاته أنه الحق والوداعة والبر. هذا ما دفع القديس أغسطينوسوأمبروسيوسوغيرهما إلى الحديث عن الجمال هنا بكونه جمال القيامة، إذ يقول الأخير: [حقًا إن جمال المسيح مقدس، إذ كُتب عنه بكونه المُقام: "أبرع جمالًا من بني البشر". فإنه بكر الراقدين وقرناه كقرن وحيد القرن].
إن كان سيفه هنا هو صليبه الذي به سحق الشيطان وكسر شوكة الموت وغلب الجحيم، لذا يراه المخلصون "قوة الله" (1كو 1: 18)، وقيل عنه: "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه (في الصليب)" (كو 2: 15)، فإنه بقيامته قد بررنا، أي وهبنا بره فصار لنا جمال قيامته! بمعنى آخر نفسر كلمات المرتل: "بجمالك استله وانجح واملك" هكذا: "يا بكر الراقدين، استل سيف الصليب، واضرب به إنساننا العتيق الفاسد، فننعم بقوة قيامتك وبهجتها، أي نحمل جمالها فينا، بهذا تملك فينا وتنجح كلمة كرازتك!".
3. سيف المسيح هو صليبه واهب الحياة المُقامة، وهو أيضًا كلمته، إذ قيل: "لأن كلمة الله حيَّة وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدَّين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونيَّاته" (عب 4: 12)، "سيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف 6: 17). وقد استخدم السيد المسيح كلمات الكتاب المقدس في معركته مع إبليس في التجربة (مت 4: 4، 7، 10). وقيل عنه: "وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه" (رؤ 1: 16).
إن كانت كلمات السيد تفيض نعمة وعذوبة، تضمد جراحاتنا وتشفيها، إنما هي أيضًا سيف ذو حدين يفصل بين النور والظلمة، أو بين الحق والباطل، أو بين برَّ الله وفسادنا، جراحاته لا تهلك بل تلهب القلب حبًا شافيًا، لتتغنى النفس قائلة: "إنني مجروحة حبًا" (نش 2: 5؛ 5: 8).
4. يحمل السيد المسيح سيفه على "فخذه"؛ الذي هو كناية عن ناسوته. إن قلنا أن السف هو الصليب، فإنه بالجسد قد حمل الرب صليبه ليذل إبليس.
بتأنس الرب تمتعنا بسيف الكلمة إذ رأينا الحب متجسدًا، وتلامسنا مع وعود الله الغنية التي تحققت في كمالها بالصليب.
بتأنس الرب رأينا كلمة الله لا منقوشة بحروف على ورق، وإنما معلنة بالدم على صليب!
5. قيل: "تقلد سيفك على فخذك أيها القوي". إن كان الفخذ يُشير إلى التجسد الذي به أخلى الكلمة ذاته، وصار في الجسد كضعيف، لكنه كما نترنم في الجمعة العظيمة قائلين: "يا من أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة!" لهذا يدعوه المرتل: "أيها القوي"، أو "أيها الجبار". أي قوة أو جبروت أعظم من تحطيم قوى إبليس وهدم مملكته بصليب الرب؟!
لقد أدرك الرسول بولس أن المصلوب قوي وجبار، يهبنا بصليبه الغلبة على شهوات الجسد ومحبة العالم، إذ يقول: "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24)؛ "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14).
6. إن كان السيد المسيح قد جاء ليملك في القلب ويهبه سلامًا فائقًا، لكن بإقامة مملكته فيه، تثور قوات الظلمة ضده، وتستخدم حتى المقربين إليه، لذا قال الرب: "أعداء الإنسان أهل بيته" (مت 10: 36). يقول القديس أغسطينوس: [نقرأ في الإنجيل الكلمات: "ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا"، "يكون من الآن خمسة في بيت واحدٍ منقسمين ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة، ينقسم الأب على الابن... والحماة على كنتها" (لو 12: 52، 53). أي سيف هذا إلا الذي جاء به المسيح، وقد تحقق الانقسام؛ فإنه إذ يقدم شاب عاقل نفسه لخدمة الله يعارضه والده، فيحدث بينهما انقسام. الواحد يطلب الميراث الأرضي والآخر يحب السماوي].
7. إذ يستل الرب سيف صليبه ليضرب بقوة عدو الخير، وينجح ويملك، إنما يقيم مملكة الحق والوداعة والعدل:

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
السماء تنصفك وأملك يتحقق
به أحيا واتحرك واوجد هو سر حياتي
في عز زعلك وألمك
في وقت حزنك وألمك تقف قدام ربنا
انا احمل وانجى اش 46 : 4


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024