![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حول ظهور رئيس الملائكة وخدمته يتساءل البعض: لماذا قال رئيس الملائكة أن اسمه عزريا بن حننيا العظيم (طو 5: 13)، بينما عندما ظهرت ملائكة لإبراهيم ولوط ويعقوب لم ينكروا أنهم ملائكة، ولا ادَّعوا أن لهم أسماء بشرية (تك 19: 1). عندما سأل يعقوب الملاك عن اسمه قال له: "لماذا تسأل عن اسمي؟!" (تك 32: 29)؟ قال هذا لأسباب كثيرة. أولاً: كان ظهور الملائكة لكثير من أناس الله لتبليغهم رسالة من قبل الله لهم قدَّموها في لحظاتٍ أو ساعاتٍ قليلة ثم رحلوا عنهم. أما ظهور رئيس الملائكة رافائيل، فكان لخدمة أكثر من إنسان ولأيامٍ طويلة. فلم يكن ممكنًا لطوبيا أن يكون في رفقة رئيس الملائكة، ويدخل معه في حوارات كثيرة، وينطلق به من بلدٍ إلى بلدٍ دون أن يرتجف منه. لقد أراد رئيس الملائكة أن يعطي فرصة لطوبيا ووالده وأقربائه أن يتحدَّث معهم بدون رسميات، وأن يتقبَّلوا نصائحه كصديقٍ لهم وليس كأمرٍ ملائكي سماوي. ثانيًا: بهذا التصرُّف أراد أن يكشف عمليًا عن محبة السمائيين للبشر، وأنهم لا يستنكفون من أخذ أسمائهم وأن يصيروا على شكلهم. ثالثًا: يوضح رئيس الملائكة بهذا التصرُّف أنه إذ كان يخدم شعب بني إسرائيل مع رئيس الملائكة ميخائيل حسب نفسه كمن هو واحد من بني إسرائيل. رابعًا:ظهوره وخدمته لطوبيا وعائلته وسارة ووالديها، وتعامله مع غابيلوس كان رمزًا لتجسد كلمة الله وتأنسه، إذ حلّ بيننا وصار كواحدٍ منا (يو 1: 14). خامسًا:ظهور الملائكة يختلف من حالة إلى حالة حسب الرسالة التي يؤدِّيها الملاك. فظهر ملاك لهاجر وهي مُرَّة النفس على ابنها في وسط البرية، جعله يظهر بوضوح لكي تطمئن. وظهر ليعقوب في حلمٍ. وظهر لبلعام الساحر بطريقة خفية. أما ظهوره ليعقوب حين رفض أن يعطيه اسمه، فكان في الواقع هو ظهور للرب قبل التجسد، لهذا لم يكشف له عن اسمه. إنما تعرف إشعياء خلال النبوة على أن اسمه "عجيب" (إش 9: 6)، يفوق الإدراك البشري. وفي ظهور ملاكين مع ربّ المجد في هيئة ثلاثة رجال لإبراهيم ولم يدرك حقيقة شخصيتهم فصنع لهم وليمة وأكلوا. وكما قال الرسول: "لا تنسوا إضافة الغرباء، لأنه بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب 13: 2). |
![]() |
|