رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأني أجوز في مكان مظلة معجبة إلى بيت الله، بصوت تهليل واعتراف بصوت المُعَّيد" [4]. دموعه الغزيرة تسكبه على نفسه في مخدعه، وتبعث فيه حنينًا أن ينطلق مع الشعب إلى بيت الله كمن هو "مُعيّد"، أي في حالة عيد مفرح لا ينقطع. يرى المرتل نفسه في بيت الرب كما في مظلة عجيبة، تحت ظل جناحي الله، وفي حمايته إلهية. ويرى البعض أن قوله: "هذه تذكرتها" تعني تذكار الأيام المفرحة التي عبرت، فتئن بالأكثر نفوسنا في داخلنا، مشتاقين أن نبقى في حالة فرح دائم وتسبيح غير منقطع. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن تذكار معاملات الله معنا هم سند لنا في الحاضر، إذ يقول: [تظهر كل الأمور صعبة بالنسبة لنا لأننا لا نتذكر الله كما ينبغي، ولا نحمله في أفكارنا دائمًا... لأنه يقينًا سيقول لنا بحق: "أنتم نسيتموني فسأنساكم"، إذ عظيم هو تذكر الله لنا، وأيضًا تذكرنا نحن له]. يرى البعض أن المرتل يذكر الأيام الأولى حين كان يجتمع مع الشعب في مواكب العبادة المفرحة والتهليل التي كانت بالنسبة له أشبه بمظلة إلهية يحتمي فيها... خلال هذا التذكر يسكب نفسه في داخله. على أي الأحوال لتنسكب نفوسنا في داخلنا على ذواتنا، لا لننشغل بالأنا فتنحجب عنا رؤية الله، وإنما لننطلق إلى ما وراء الأنا، فنرى الله المعتني بنا، وبهذا ندخل إلى خيمته العجيبة ويكون لنا موضع في بيته المقدس. بمعنى آخر إن ما يحجبنا عن رؤية الله ليس الأعداء الذي يُعيّروننا: "أين هو إلهك؟"، وإنما عدم التقائنا مع نفوسنا واجتيازنا للأنا المفسدة لرؤيتنا لله وشركتنا مع شعبه بروح العبادة المفرحة ودخولنا الخيمة الإلهية. يُعلّق القديس أغسطينوس على هذه العبارة قائلًا: [إذ استراحت (استكانت) النفس في ذاتها لن ترى شيئًا آخر سوى ذاتها، وهي بهذا لن ترى الله... إن سكناه هو فوق نفسي، فمن هناك يراني... ويرشدني ويعتني بي، ومن هناك يُصغي إليّ ويدعوني ويوجّهني ويقودني في الطريق إلى نهاية سبلي... يقول إنني سأذهب إلى موضع الخيمة العجيبة، إلى بيت الله! هناك أجد أمورًا عجيبة تحوز إعجابي داخل الخيمة...! خيمة الله على الأرض هم المؤمنون، يعجبني فيهم ضبطهم لأعضائهم الجسدية، وفيهم يُقال: "لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها، ولا تقدوا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا... أعضاءكم آلات بِرّ لله" (رو 6: 12، 13)... هناك في مقدس الله، في بيت الله نجد نبع الفهم... في بيت الله عيدٌ لا ينتهي، لأنه هناك نجد مناسبة لا يُحتفل بها مرة واحدة ثم تمضي. هناك الخورس الملائكي يصنع عيدًا مقدسًا في حضرة وجه الله، هناك الفرح الذي لن يسقط!] يرى العلامة أوريجانوسأن نفس المرتل هنا هي العروس التي تَّسبح مزامير المصاعد (مز 120-134) وتتغنى بنشيد الأناشيد، عندما تدخل بيت الله، حجال العريس، إذ يقول: [إنها تأتي كما قلنا إلى حجال العريس لكي تسمع وتتحدث بكل الأمور التي يحويها نشيد الأناشيد.] |
|