رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأن آثامي قد تعالت فوق رأسي، مثل حمل ثقيل قد ثقلت عليّ" [4]. يعبر المرتل عن كثرة خطاياه وثقلها التي ارتفعت فوق رأسه كحمل ثقيل أغرقته. لقد شعر بخطورتها ومرارتها إذ صارت تسحقه كحمل ثقيل يتجاوز قدرته. لقد أحنت رأسه إلى التراب عوض ارتفاعها إلى السماء، ونزلت به لتسحقه عوض تمتعه بالمجد، فصار محتاجًا إلى خلاص الله العجيب. ما من متغطرس إلا ذاك الإنسان الشرير الذي يرفع رأسه متشامخًا في الهواء، إنه متعجرف ومتكبر ذاك الذي يرفع رأسه ضد الله... ولأن الآثام رفعت رأسه عاليًا؛ كيف يعامله الله؟ "مثل حمل ثقيل قد ثقلت عليّ"... تعلو أحزانه على رأسه وتهبط آثامه على إكليله. القديس أغسطينوس إن كان بعد هذا كله تبدو لك الفضيلة كثقل، تطلّع إلى الرذيلة أنها أكثر ثقلًا. هذا ما صرح به (السيد) إذ لم يقل أولًا: "احملوا نيري عليكم" وإنما سبق ذلك القول: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال"، موضحًا أن الخطية أيضًا لها تعبها وأنها حمل ثقيل يصعب احتماله. فإنه لم يقل فقط "يا جميع المتعبين" بل قال "والثقيلي الأحمال". هذا أيضًا تحدث عنه النبي عندما وصف طبيعتها: "مثل حمل ثقيل قد ثقلت عليّ"، وأيضًا وصفها زكريا أنها وزنة من الرصاص . القديس يوحنا الذهبي الفم الخطية ثقيلة للغاية كالرصاص، إذ قيل عن فرعون وجنوده: "غاصوا كالرصاص في مياه غامرة" (خر 15: 10)، وعندما دخلت خطية الشك في حياة القديس بطرس بدأ يغرق (مت 14: 31). |
|