منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 10 - 2022, 02:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

"الحظوة التي وجدتها عند الله" (لوقا ١: ٣٠)




"الحظوة التي وجدتها عند الله" (لوقا ١: ٣٠) فهي:

أنّ ابن الله يدخل أحشاء العذراء مريـم جنيناً بقوة الروح القدس، فيصبح اتحادُها الروحيُّ بالله إتحادًا عضويًا. هكذا تصبح مريم لكلّ إنسان مؤمن ولكلّ مؤمنة النموذج والمثال لهذا الإتحاد. إنّ مبادرة الله الأولى بعصمة مريم من خطيئة آدم الأصلية، والثانية بدعوتها لتكونَ أمَّ ابنه المتجسِّد، فعلاً حبّ كبير، ومريم بدورها بادلت الحبّ بالحبّ عندما أجابت الملاك: "أنا أمة الرب، فليكُن لي بحسب قولِكَ" (لوقا ١: ٣٨). فتقبّلت بكلّ قلبها إرادة الله الخلاصية، وكرّست ذاتها بكلّيتها لشخص ابنها ورسالته، وأضحت بنعمة الله القدير شريكة الفداء. ذلك أنّها حافظت على الإتحاد بابنها حتى الصليب، حيث وقفت منتصبة، متألّمة مع ابنها الوحيد آلامًا مبرّحة، مشتركة بذبيحته بقلبٍ والدي، حتى سلّمها مِن على الصليب الأمومة لكلّ إنسان، بل للكنيسة وللبشرية جمعاء بشخص يوحنا الرسول: "يا امرأة هذا ابنُكِ! ويا يوحنّا هذه أمك" (يوحنا ١٩: ٢٦-٢٧). هكذا اتّضح سرُّ الألم البشري الذي تُولد منه ثمارٌ جديدة، فيبقى على كلّ واحد منا، كما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني: "أن يكتب صفحة خاصّة به في إنجيل الألم الخلاصي".

من آلام المسيح وموته وُلدت الكنيسة كما تُولد السنبلة من حبّة القمح التي تقع في الأرض وتموت "إنَّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تَمُتْ تَبقَ وحدها. وإذا ماتت أخرجت ثَمراً كثيراً" (يوحنا ١٢: ٢٤). هكذا وُلدتِ الكنيسة عندما جرى دمٌ وماء من صدر يسوع المطعون بالحربة، وهو ميتٌ على الصليب. فكان الماء رمز المعمودية التي بها نولد ونصبح أبناءً لله وأخوةً بعضنا لبعض، والخمر رمز دم المسيح الذي يشير إلى محبته العظمى. ففي ذبيحة القداس يغسل الربُّ يسوع بدمه خطايا التائبين، وفي وليمة جسده ودمه يعطي الحياة للعالم. الكنيسة هي أداة الشركة وعلامتها: فهي من جهة جماعة المؤمنين المتّحدين بالله، ومن جهة ثانية جماعة المتّحدين بعضهم ببعض وبكلّ الناس. إلى هذه الكنيسة ننتمي، لنكون جماعة المحبة.

مريم الأمّ البتول ليسوع التاريخي، أصبحت بآلامها على أقدام الصليب، أمّاً بتولاً للمسيح الكلّي الذي هو الكنيسة، وأصبحت صورتها ومثالها. فالكنيسة أمّ وبتول تلدنا بالكلمة والمعمودية أبناءً لله، بالإبن الوحيد وإخوة بعضنا لبعض. الكلّ بفيضٍ من محبة الله لنا بالمسيح، وبجوابِ الحبّ منّا الذي نعيشه مع الله وجميع الناس.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟ - القمص لوقا سيداروس- ٢١/ ٤/ ٢٠١٣
اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ- القمص لوقا سيداروس- ٢٠/ ٣/ ٢٠١٣
أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ- القمص لوقا سيداروس- ١٣- ٤- ٢٠٠٢
"لا يزال الكثيرون في خدمة الشيطان" السيّدة العذراء الى إدواردو فيريرا ١٣ آذار ٢٠٢٣
" لِتَفْرَحْ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ " (المزامير ٣:١٠٥)


الساعة الآن 07:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024