اذاً الأوجاع والأحزان التي ذاقتها من أجلنا هذه الأم الإلهية بمرارةٍ تفضل على مرائر ألف ميتةٍ، تستحق منا التوجع والترثي ومعرفة الجميل. وأن كان لا يوجد لنا شيءٌ آخر نكافئ به حبها إيانا هذا الشديد، فقلما يكون نأخذ في هذا اليوم بالتأمل برهةً من الزمان، في شدة الحزن والتوجع والألم الذي تكبدته هذه العذراء، ومن قبل ذلك صارت هي سلطانة الشهداء، اذ أن أوجاع أستشهادها قد فاقت على عذابات الشهداء كافةً.أولاً: بما أن هذا الأستشهاد وجد زمنه أكثر أستطالةً من أزمنة عذابات
الشهداء. الأمر الملاحظ في الجزء الحاضر.
ثانياً: لأنه قد وجد هو الأستشهاد الأشد أوجاعاً من عذاباتهم كلها الأمر