منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 10 - 2022, 04:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,884

كيف تشبع نيتشه بفكرة موت الله


كيف تشبع نيتشه بفكرة موت الله، وأعتقد أنه هو "الإله ديونسيوس"؟ وهل وجد راحته في الإلحاد؟

ج: بعد أن كان " نيتشه" في فجر حياته يظهر محبته العميقة لله، وصل لمرحلة الإلحاد وهاجم الله، وقال بالرغم من أن إله اليهود الذي اتسع نطاقه في المسيحية حتى صار يملك على نصف البشرية، إلاَّ أنه بقى بالغ الشحوب، بالغ الضعف، منحطًّا، فقال " في زمن ماضٍ لم يكن الله يمتلك غير شعبه (شعبه المختار) لكن.. مضى صوب الغريب (يقصد أتجه للأمم) وتغرَّب، ومنذ ذلك الحين لم يقدر بعد أن يبقى ساكنًا في مكان واحد.. أمتلك من جهته الرقم الأكبر ونصف البشرية.. لم يتحوَّل رغم هذا إلى إله فخور وثني: لقد أستمر يهوديًا، وإله الزوايا.. إله كل القرافي المعتمة والأماكن المظلمة، والأحياء الوخيمة، للعالم الكامل!
مملكته العالمية بقيت معدودة، كما قبلًا، مملكة للعالم السفلي، ومصحة، مملكة تحت أرضية - سردابية، مملكة (جيتو).. وبقى هو نفسه، بالغ الشحوب، بالغ الضعف، ومنحطًّا.. انهيار إله وتحطُمَهُ.. الله يتحوَّل إلى (شيء في ذاته)" (7).
وطالب " نيتشه " بإله شرير ماكر عنيف هدَّام، فقال " فالمرء يحتاج تمامًا إلى إله شرير بمقدار ما يحتاج إلهًا صالحًا.. بأي شيء يفيد إله لا يعرف الغضب والإنتقام والحسد والسخرية والمكر والعنف، والذي حتى لا يعرف الأوار الساحر والاضطرام الخلاب للغلبة والتدمير الهدَّام" (8) وأعتبر " نيتشه " أن الإيمان بوجود إله يعد تحقيرًا للحياة وازدراء بالعالم وهروبًا من المسئوليات الملقاة على عاتق الإنسان.
وكان " نيتشه " يهاجم ذبيحة الصليب، فقال أنها " الذبيحة التكفيرية في شكلها الأكثر إثارة للاشمئزاز، والأكثر بربرية، التضحية بالبريء لغفران خطايا المذنبين. أية وثنية هائلة!!" (9) وبالرغم من ذلك فإن " نيتشه " أعتبر نفسه أنه هو الإله اليوناني الجبار " ديونسيوس " وأسقط على هذا الإله صورة المسيح المصلوب، وقد تشبَّع " نيتشه " بالإله ديونسيوس إله الحضارة اليونانية، ولهذا كرَّس دراساته الأولى في علم الفيلولوجيا اليونانية القديمة، وتأثر نيتشه بأول مظهر لديونسيوس وهو الألم، فالمأساة اليونانية تصوّره على أنه فريسة الآلام
العنيفة التي تنتابه كل حين ومن كل ناحية، فالروح اليونانية كلها تشاؤم وصراع مع قوى الطبيعة، ولهذا درس نيتشه فلسفة "شوبنهور" التشاؤمية وأحب شوبنهور، وأعجب بفاجنر جدًا هو وموسيقاه.. لماذا؟ لأنه تلميذ شوبنهور، ورأى في فاجنر أنه ابن الإله ديونسيوس، وقد تجسدت فيه روح الإله، فتعرَّف " نيتشه " على فاجنر في نوفمبر 1868م في ليبتسج، وصادقه وأحبه. وكان " نيتشه " يمهر رسائله التي يرسلها إلى أصحابه بتوقيع " ديونسيوس " وأحيانًا " المصلوب " وأحيانًا " عدو المسيح " وكثيرًا ما كان يبدأ (يبتدر) أصحابه بهذه التحية (كونوا سعداء، لقد تنكرت بهذا الزيّ، ولكني أنا الله)" (10).



وقال نيتشه قولته الشهيرة "لقد مات الله" فكان يفتخر قائلًا: لقد قتلنا الإله وهو عمل جد عظيم، فيجب أن نكون نحن الآلهة بعد هذا العمل الذي ليس أعظم منه، وعندما سُئل نيتشه: لماذا مات الله؟ أجاب: شفقة على الأشرار، وقال "نيتشه" نحن لا نريد ملكوت السموات لأننا نحن بشر، إنما نريد ملكوتًا أرضيًا، كما يقول في كتابه "زرادشت": "صادف زرادشت وهو يهبط إلى أسفل الجبل شيخًا ناسكًا أخذ يحدثه عن الله، فتعجب زرادشت في نفسه كيف أن هذا الناسك لم يسمع وهو في غابته أن الله قد مات وماتت معه جميع الآلهة" (11).
وعندما قال نيتشه " لقد مات الله " احتار المفسرون في قصده من هذه العبارة، هل كان لله وجود ولم يعد له وجود حقيقي الآن، أم أنه مات في نظر الناس فلم يعودوا يشعرون بوجوده، أم أنه مات على الصليب شفقة على الأشرار، ويقول "الدكتور رمسيس عوض " عن هذا الاصطلاح النيتشاوي " أن نيتشه استخدمه على نحو غامض حار المفسرون في فهمه، فنحن لا نعرف إذا كان نيتشه يريد أن يقول أن الله غير موجود ولم يكن في أي وقت من الأوقات موجودًا، أو أنه يعني أن الله موجود ولكن المسيحيين وغيرهم أساؤوا فهمه بطريقة بشعة، ومن ثمَّ فإن القول بموت الله هو رفض لهذه المفاهيم الخاطئة. هل يريد نيتشه بقوله هذا أن يهاجم فكرة الألوهية كفكرة أم أنه يريد أن يهاجم فكرة الألوهية كما هي واردة في الحضارات الغربية. والجدير بالذكر أن جان بول سارتر يفسر قول نيتشه بموت الله بأن نيتشه يريد أن يقول أن الله غير موجود، وأن على البشر أن يواجهوا وحدتهم وغربتهم في هذا الكون بشجاعة" (12).
أما "ريتشارد وورمبلاند" فقد أخذ الجانب الحسن في هذه المقولة، فقال "لكن نيتشه كان في أعماقه أكثر توقيرًا لله من تلامذته، وكان يتحدث عن موت الله بما نسميه الرعب المقدَّس، وحينما أصابه الجنون بعد ذلك كان يرتاد الكنائس وهو يردد لحنًا لاتينيًا حزينًا يُبكي به الله الميت! لقد مات الله بالنسبة له، ولكن موت الله كان أقسى دراما أثرت في حياته وهدمت أركان عقله المضطرب، لقد كان يشعر بالحزن العميق والأسى لأن إلهه لم يعد حيًّا بعد" (13).
وبينما كان " نيتشه " على فراش الموت قال لأخته " أعطني وعدًا إذا متُ ألاَّ يقف حول جثتي إلاَّ الأصدقاء، فلا يُسمح بذلك للجمهور المحب للاستطلاع، ولا تسمحي لقسيس أو غيره أن ينطق الأباطيل بجانب قبري، في وقت لا أستطيع أن أدافع فيه عن نفسي. أنني أريد أن أهبط إلى قبري وثنيًّا شريفًا" (14).
ولم يجد " نيتشه " راحته في الإلحاد، فالإنسان جُبل على صورة الله، فلا تشبع نفسه إلاَّ بالله غير المحدود، ويقول "بولس سلامة " عن " نيتشه": "وظلت اللانهائية تستهويه.. أنه يريد البقاء في هذا العالم ولكنه لا يستقر على شيء فيه.. بالرغم من إلحاده الظاهر كان عطشًا إلى الله.. فهو صوفي انقلب على أم رأسه فبات ينظر إلى الأشياء معكوسة. أنه عطشان ضل طريقه إلى النبع.. وكلما أبتعد خطوة أشتد عوزه إلى الماء. ألم يقل عن المسيحية التي تنكَّر لها {أنها أطيب حقبة صادفتها في حياتي الفكرية، ومنذ بدأت أنسى متعتها في منعطفات كثيرة، وأعتقد أنني في صميم نفسي لم أكن حيالها فظًا غليظًا}.. فقد كان مزاجه عصبيًا.. وثار أول ما ثار على نفسه.. لقد طرد نفسه بنفسه من الفردوس وأدار له ظهره باحثًا عنه في القفر، ولكن أرواح الفردوس ما برحت تُلقي أشباحها أمامه فينحني ليجتني الثمار ولا يجد إلاَّ خيالها. يظهر مما تقدم أن الإيمان لم يُشبع نفسه فأصلاه حربًا ضروسًا، شأنه في ذلك شأن المنتحر، يقتل ذاته لا كُرهًا للحياة بل لشدة حبه لها ولأنه يبغيها" (15).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخبز هو كلمة الله التي تشبع أرواحنا وهو المسيح المتجسد في ملء الزمان
كلمة الله عذبة، تشبع وتقوت، وتعطي النفس حلاوة
الكتاب المقدس شبع كلمة الله تشبع الإنسان
لأنه يمكن لمحبة الله أن تنعش النفس لكنها لا تشبع الرغبة
قوة الله التي تشبع النفس ومحاربة روح المجد الباطل


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024