رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فساد قلبه: لا يستطيع الشرير أن يعتذر بعلل خارجية، فإن شره نابع عن فساد قلبه أو طبيعته الداخلية؛ إنه يحمل في حضنه إيحاءً بالشر. طبيعته الساقطة هي مصدر الشر وأساسه. وكما أوضح السيد المسيح ذاته بقوله: "لأن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف" (مت 15: 19). ويقول المرتل في إفتتاحية هذا المزمور: "يقول مخالف الناموس أنه يخطئ في ذاته" [1]. ويقول النبي إرميا: "القلب أخدع من كل شيء، وهو نجيس من يعرفه؟!" (17: 9). لقد فسد القلب فلم يعد يطلب الصلاح ولا يُسر بالخير إنما يشتاق إلي الشر ويُريده. ويعلق القديس أغسطينوس علي هذه الآية قائلًا: [لا يتحدث (هنا) عن شخص واحد وإنما عن جنس الأشرار الذين يحاربون ضد ذواتهم (أنفسهم) بغير فهم لكي لا يعيشوا حسنًا، لا لأنهم لا يستطيعون (عمل الصلاح)، وإنما لأنهم لا يريدون ذلك. فإنه هناك فارق بين شخص يسعى أن يفهم أمرًا ما، وبسبب ضعف الجسد لا يستطيع، وذلك كقول الكتاب في موضع معين: "لأن الجسد الفاسد يضغط علي النفس، والخيمة الأرضية تثقل علي الذهن الذي يفكر في أمور كثير" (حك 9: 15)؛ وبين أن يعمل القلب الشر (عمدًا)، ليضر نفسه]. هنا يدعو المرتل الشرير "مخالف الناموس"، لأنه بسبب فساد قلبه يقف موقف المقاوم والعاصي لكلمة الله، لا عن عدم فهم وإنما بالحري عن إرادته الشريرة المناقضة للحق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 53 - فساد جماعي |
مزمور 35 - لأنهم مجانًا أخفوا لي فساد فخهم |
مزمور 28 - اتكل قلبه |
مزمور 14 - فساد جامع |
مزمور 14 - فساد الأشرار |