أن القديس يوحنا الدمشقي يورد، أن مخلصنا نفسه قد ناول القربان الأقدس لوالدته زوادةً أخيرةً قائلاً لها بعواطف الحب: خذي يا أمي فكلي من يدي جسدي هذا الذي أنتِ أعطيتينيه: وبأن مريم البتول عندما أقتبلت هذه المرة الأخيرة جسد المسيح أبنها بعواطف حبٍ أعظم. قالت له فيما بين أنفاسها النهاية: يا أبني في يديك أنا أستودع روحي، وأسلم بيدك هذه النفس التي خلقتها بخيرية صلاحك منذ الدقيقة الأولى من حياتها غنيةً بنعمٍ هكذا سامية. بل بأختصاصٍ فريد في الغاية أنت سبقت وحفظتها من دنس الخطيئة الأصلية. وأستودعك جسدي الذي أنت تنازلت الى أن تتأنس منه آخذاً لحماً ودماً من جوهره، ثم أني أوصيك أيضاً في أولادي هؤلاء (مشيرةً الى الرسل والتلاميذ الذين كانوا حاضرين عندها) ولأنهم الآن مملؤون من الحزن لسبب أنفصالي عنهم، فأنت عزهم، لأنك تحبهم أكثر مما أنا أحبهم، وباركهم وأعطيهم عونك ليصنعوا العظائم من أجل مجدك.*