أن الشيء الذي يجعل الموت حلواً محبوباً هو تأكيد أمر خلاص النفس الأبدي. فالموت يسمى عبوراً، أجتيازاً، أنتقالاً، وذلك لأننا بواسطته نعبر مجتازين ونمر منتقلين من حياةٍ وجيزةٍ الى حيوةٍ أبديةٍ. فاذاً كما أنه عظيمٌ هو خوف أولئك الذين يدنون من الموت حاصلين على الأرتياب في أمر خلاصهم، ويدخلون في أبواب المنون ليس من دون خوفٍ صوابي من أنهم يعبرون به الى موتٍ أبدي، فهكذا بضد ذلك عظيمٌ هو فرح القديسين الذين ينهون حياتهم حاصلين على رجاءٍ ليس بضعيفٍ في أنهم أنما ينتقلون من هذه الأرض لكي يمتلكوا الله الى الأبد.