مريم المجدلية رسولة الرجاء
مريم المجدلية رأت الرّبّ يسوع، ودعاها باسمها وأيقظها من سبات الحزن جاعلاً منها شاهدة للقيامة والرجاء. إنّ عيني مريم المجدليّة كانتا مذروقتين بالدموع لأنهما وجدتا القبر الذي وضع فيه يسوع فارغًا "أخذوا الرَّب من القبر، ولا نعلم أين وضعوه" (يوحنا ٢٠: ٢)، ولكنهما بعد ذلك أصبحتا إنعكاسًا لفرح لا يُوصف، لأنهما أصبحا شلالاً يغمر الحياة بأسرها.
هاتان العينان اللتان التقيتا بعيني المسيح لم تتوقفا أبداً عن التحديق به: أولاً: عند أقدام الصليب (يوحنا ١٩: ٢٥). وثانيًا: أمام القبر الفارغ (يوحنا ٢٠: ١)، وثالثًا: اتقدتا حُباً وشهِدتا لهذه الحقيقة أمام الرسل، فهي أول من أعلن أن يسوع قد انتصر على الموت (يوحنا ٢٠: ١٨).
عند هذه الأمانة التي جعلت مريـم المجدلية تبقى أمام القبر الفارغ، وعند الدهشة التي شعرت بها لدى سماعها لصوت يسوع، الإله الذي يهتم لحياتنا ويريد أن يرفعها وليقوم بذلك هو يدعونا باسمنا ويعترف بفرادة كل شخص منا، لأن كل إنسان هو قصّة حب يكتبها الله على هذه الأرض. كل شخص منا هو قصّة حب يكتبها الله، والله يدعو كلٌّ منا باسمه: هو يعرفنا بأسمائنا وينظر إلينا ويغفر لنا ويصبر علينا. وكُلُّ واحد مِنّا يختبر هذا الأمر من خلال حياته اليومية.