رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وليمةُ رحمّة أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة الفرح، وليمة سيّدك الطبيب الشافي "لِماذا يَأكُلُ مُعَلِّمُكم مَعَ العَشَّارينَ والخاطِئين؟ (مرقس ٢: ١٦) إنّ الله الكُليّ الرحمّة والرأفة، مُتّهم بحنّوه على الإنسان، وبجلوسه بالقرب من الخاطئ، وبجوعه لإرتداد هذا الإنسان وعطشه لعودته إليه، وبموافقته على تناول أطعمة الرحمّة وعلى شرب كأس الخلاص. ولكنّ لماذا جَاءَ الرّب يسوع المسيح إلى هذه الوليمة؟ لقد جاء من هو الحياة إلى هؤلاء المدعوّين لِيحيا معهم "أُمَّا أنا فقَد أَتيتُ لِتكونَ الحياةُ لِلنَّاس، وتَفيضَ فيهم" (يوحنا ١٠: ١٠)، ويفتدي بِحياتهِ الّذين كانوا على وشك الهلاك والموت. إن القيامة تمدّدت على هذه المائدة لكي ينهض الخاطئون من معاصيهم، والراقدون في الموت من قبورهم. لقد تنازلت النعمة لترفع الخطأة حتّى المغفرة والمصالحة. تجسَّدَ الله وجاءَ إلى الإنسان لكي يَرتفعَ الإنسان إلى الله. جاء القاضي إلى وليمة المُذنبين لِيُخَلِّصَ البشريّة من حُكم الإعدام كما قال يسوع نفسه: "لِأَني ما جئتُ لأدين العالم، بل لأُخَلِصَ العالم" (يوحنا ١٢: ٤٧). جاء الطبيبُ إلى المَرضى لِيُعيدَ قِواهم المنهَكَة من خلال تناوله الطعام معهم. أحنى الراعي الصالح كتفه ليعيد الخروف الضال إلى حظيرة الخلاص "فإذا وجدَ الخروف الضال حملَهُ على كَتِفَيهِ فٓرِحًا، ورجَعَ بهِ إلى البيت ودعا الأصدِقاءَ والجيرانَ وقال لهم: إِفرَحوا معي، فَقَد وَجَدتُ حروفيَ الضَّالّ! أقولُ لكم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماء بخاطِئٍ واحد يَتوبُ أكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعين مِنَ الأبرار لا يَحتاجونَ إلى التوبة" (لوقا ١٥: ٥-٧). ولكن مَن هو الخاطئ ، إن لم يَكُن ذاك الّذي يرفض أن يرى نفسه خاطئًا؟ والابتعاد عن النِعمَةُ والغرق في الخطيئة، هو توقّف الإنسان عن رؤية ذاته خاطئًا. والإنسان الغير العادل يعتبر نفسه ومع الأسف عادلاً. أخي المؤمن بمحبةِ الله ورحمتِهِ وحنانه. أخي الإنسان فريسيّ اليوم، ادخل إلى أعماقِ قلبكَ وافحص ضميركَ وهلمَّ وبدون خوف إعترف بخطيئتِكَ، وهكذا يمكنك المجيء إلى مائدة الرّب يسوع المسيح. الذي سيُقدِّم نفسه خبزًا من أجلك، هذا الخبز الّذي سيُكسَر لمغفرة خطاياك. سيصبح الرّب يسوع المسيح من أجلك الكأسَ، "هذه الكأس الّتي ستُهرَق من أجلِ جماعةِ النَّاس لِغُفران الخطايا" (متى ٢٦: ٢٨). هيّا، أيّها الفرّيسيّ المعاصر، شارك في وليمة الخطأة كما شارك يسوع الخاطئينَ والَعشَّارين لأنّه "ليس الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إلى طبيب، بل المرضى". اعترف بأنّك خاطئ، وسيأكل الرّب يسوع المسيح معك لأنه قال: "ما جئتُ لأَدعُوَ الأبرار، بل الخاطئين" (متى ٢: ١٧). أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة الفرح، وليمة سيّدك الطبيب الشافي، فيمكنك ألاّ تكون بَعدَها خاطئًا. أدخُل مع مغفرة الرّب يسوع المسيح إلى بيت الرحمة لتجد السعادة الحقيقية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلطة يسوع وقوته، الوهية يسوع وتفوقه |
سلطة يسوع الإلهية |
سلطة يسوع |
بين زلطة قريش ودم يسوع |
سلطة يسوع |