ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما
ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر.
فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال
" فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال" فتشير إلى وضع الإنسان أمام خَيار. إنّه اختيار صعب. وحاسم. يعتمد عليه نجاح أو فشل حياتنا. من جانب، يوجد الربّ مع رغبته في خلاص كل إنسان وملكوته المستقبلي بكلّ متطلّباته. ومن الجانب الآخر هناك المتعة المباشرة، والرفاهيّة المادّية، والأنانيّة. هل نعرف نحن اتّخاذ الاختيار الّذي يُخلّصنا؟ فنتشبه بالقائد يشوع بن نون في اتخاذ القرار " والآنَ اتَقوا الرَّبَّ واعبُدوه بِكمَالٍ ووَفاء، وأَبعِدوا الآلِهَةَ الَّتي عَبَدَها آباؤُكم في عِبرِ النَّهرِ وفي مِصْرَ، واعبُدوا الرَّبّ. وإِن ساءَ في أَعيُنِكم أَن تَعبُدوا الرَّبّ، فاخْتاروا لَكمُ اليَومَ مَن تَعبُدون: إِمَّا الآلِهَةَ الَّتي عَبَدَها آباؤُكم في عِبرِ النَّهْرِ، أَو آلهَةَ الأَمورِّيينَ الَّذينَ أَنتُم مُقيمونَ بِأَرضِهم. أَمَّا أَنا وبَيتي فنَعبُدُ الرَّبّ" (يشوع 24: 15).
ويعلق القدّيس البابا لاوُن الكبير " فَلنَختَرْ سيّدًا لا يُعثِّر طريق الواقفين ليَقودَهم إلى الهاوية، بل يُقيمُ الذين سقطوا ليَقودَهم إلى المجد"(العظة العشرون عن الآلام).