ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما
ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر.
فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال
"سيدان"، فلا تشير إلى سيدين، إنما سيد واحد، إذ ليس للمال حق السيادة، إنما الإنسان هو الذي يثقل نفسه بنير العبوديَّة (للمال)
كما يُعلق القديس أمبروسيوس. "يضع السيد المسيح حدًا فاصلاً بين قبول تبعيته والارتباط بمحبة المال. الله ليس ضد الغنى، فإبراهيم وإسحق ويعقوب كانوا أغَنِيّاء، والله لم يكن ضدهم، بل الله ضد عبادة المال، أي عندما يصير المال هدفًا وإلهًا يُعبَدْ، أو أداة للملذات والترف الزائد في حين الفقراء في جوع وحرمان".
وعبادة المال تعني أن يظن الإنسان أن المال فيه ضمانًا للمستقبل. ومن هنا جاءت وصية بولس الرسول "واعلَمْ أَنَّه سَتَأتي في الأَيَّام الأَخيرَة أَزمِنَةٌ عَسيرَة يَكونُ النَّاسُ فيها مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمِ ولِلْمَال ... فأَعرِضْ عن أُولئِكَ النَّاس"(2 طيموتاوس 3: 1-5).
ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " إنّنا لا نتكلّم عن الذين كانوا يملكون الثروات، بل عن الذين تركوا تلك الثروات تَتملّكهم. كانَ أيّوب ثريًّا؛ لكنّه كانَ يستخدمُ المال ولم يكنْ يخدمُه. كان سيّدَ المال، لا عبدَه. لقد استعمل خيراته لكي يساعد الفقراء... كان يعتبر خيراته كمخزنٍ يقوم بإدارته وكان يعتبرُ نفسه موزِّعًا للخيرات، لا مالكًا لها" (العظة 21 عن إنجيل القدّيس متّى).