ثم يقول نحوها القديس أنسلموس: أنه لا يمكنني يا سيدتي أن أصدق، أنكِ مع وجودكِ في حزنٍ ومرارة قلبٍ هكذا شديدةٍ، أستطعتِ أن تعيشي على الأرض دقيقةً واحدةً، لولا أن الله نفسه الذي يهب الحياة يحفظكِ بقوته الإلهية: الا أن القديس برنردوس يشهد لنا عن مرارة الحزن الذي تجرعته هذه البتول، حين تقدمتها أبنها لله في الهيكل الناموسي بقوله: أنها كانت تعيش مائتةً في كل دقيقةٍ، لأنه في كل دقيقةٍ كان يعتريها وجع موت أبنها يسوع الحبيب، الوجع الذي هو أشد قساوةً من أية ميتةٍ كانت.*