بواسطة عرف فضائلها، وبقوة صلواتها المتقدرة قد أجتذبت أبن الله من السماء الى مستودعها البتولي. ولذلك قد دعيت هذه العروسة الطاهرة من عروسها الإلهي يمامةً بقوله: صوت اليمامة قد سمع في أرضنا: (نشيد ص2ع12) وأنما لقبت هي منه عز وجل باليمامة ليس فقط من كونها نظير اليمامة قد أحبت دائماً الأنفراد والتوحد، عائشةً في هذا العالم كأنها في القفر البعيد عن الناس، بل أيضاً، كما أن اليمامة تجول على الدوام طائرةً في الحقول والكروم مناغيةً بصوتٍ خشوعي كمترثية. فهكذا مريم كانت من دون أنقطاعٍ في هيكل الرب تتنهد مترثيةً وتندب متوجعةً حال شقاوة العالم الهالك بالخطيئة. وتلتمس من الله سرعة مجيء الفادي المنتظر قدومه مخلصاً للعالم.